تستعد سورية لاستقبال تاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته الرسمية التي سيقوم بها في الأيام القادمة, تلبية للدعوة التي تلقاها من الرئيس السوري بشار الأسد. ويعكس الاستقبال المكانة الكبرى لخادم الحرمين الشريفين في قلوب السوريين وكل العرب والمسلمين. ويتواكب أيضا مع الدور القيادي الذي يقوم به باقتدار لإعادة التضامن العربي وتوحيد صفوف الأمة حتى تتمكّن من مواجهة التحديات التي تعصف بها. ويضع الملك عبد الله هذة المسألة الحيوية في مقدّمة اهتماماته في كل تحركاته على الأصعدة كافة, العربية والإقليمية والدولية, فهو يرى أن المصالحة العربية ضرورة ملحة في الظروف الراهنة, لأنه لا يمكن لأي دولة مهما كانت إمكاناتها أن تجابهها بمفردها, وأكد على هذه الضرورة في عديد من المناسبات، كان أشدّها النداء الذي وجّهه - حفظه الله - إلى القادة العرب في قمة الكويت الاقتصادية, التي عقدت في يناير الماضي, قائلا: "أناشدكم بالله - جل جلاله - ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطينالمحتلة الغالية، باسم الكرامة والإباء، باسم شعوبنا التي تمكّن منها اليأس، أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا, وأن نسمو على خلافاتنا, وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا، ونقف موقفا مشرّفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به أمتنا". وقد لبّى نداء خادم الحرمين الشريفين عديد من قادة الأمة العربية وتحققت عدد من المصالحات، وتوقفت بعض المشاحنات، ويواصل الملك عبد الله بن عبد العزيز جهوده حتى تتعافى الأمة وتعود إلى مكانتها الرائدة بين الأمم.