عائلتان، حزبان سياسيان، وعمل عائلي واحد، من الصعب أن نفهم عمق تأثير بوش-كلنتون على السياسة الأمريكية، فكر بها بهذه الطريقة: على مدى 32 عاماً، هناك إما بوش أو كلينتون في البيت الأبيض، وفي 2016، ربما تتنافس العائلتان على الرئاسة، جيب بوش مقابل هيلاري كلينتون في مواجهة. وسواء أكان ذلك سيحدث أم لا، فهو موضع جدل وتوقعات، حتى داخل عائلة بوش ذاتها، فبعد أن قالت باربرا بوش كلمتها الشهيرة العام الماضي في برنامج "توداي"، بأن على جيب بوش أن ينأى بنفسه "ولدينا الكثير من عائلة بوش" ، فإنه ما يزال هناك نقاش داخل العائلة.
ففي مقابلة حصرية ل CNN، مع نيل بوش، شقيق جيب، أوضح أن والده، جورج بوش الأب، يريد لابنه أن يخوض الانتخابات، بغض النظر عما قالته زوجته.
"لو سألت والدي نفس السؤال، هل سيخوض جيب الانتخابات، سيقول نعم" وعندما سئل مرة ثانية إن كان بوش الرئيس ال 41 لأمريكا بالتحديد يريد أن يخوض ابنه الانتخابات أجاب نيل "نعم، سيقول نعم".
هل سأله نيل بنفسه؟ لا. ولكنه يعتقد "انه سمعه يجيب عن هذا السؤال" وحتى الآن، هذا أقرب ما يمكن الوصول إليه في تفكير العائلة. قلق باربرا بوش هو أن هناك "عائلات أخرى" غير عائلة بوش يمكنها أن تحكم، وربما يكون حرماناً للعائلة ولكنه موضع اهتمام عام في عالم السياسة. اليس مشجعاَ، على سبيل المثال أن يصبح الأسم علامة مميزة لجني المال من حالة ركود؟ ناهيك عن البدء من مؤسسة سياسية جاهزة.
ديفيد فروم، كاتب خطابات البيت الأبيض للرئيس جورج دبليو بوش، شبه الحالة ب "الشيء الذي يضعونه في الجدول، وليس لدى أي شخص آخر قدرة هائلة مسبقاً على جمع المال." موضحا " إذا ما أنهينا وجود سباق رئاسي بطريقة مناسفة سلالة حاكمة واحدة لسلالة أخرى، ستقول هل هذه هي أمريكا، أم إنها الامبراطورية الرومانية في أيامها الأخيرة.؟"
ولديه وجهة نظر، لعبة جيب-هيلاري في 2016 لن تكون المرة الأولى التي يتواجه فيها "بوش" مع "كلنتون"، فالرئيس بيل كلنتون هزم الرئيس جورج H.W بوش في 1992، والآن الرجلان في نادي الرؤساء السابقين.
ويقول نيل بوش عن عائلتي كلنتون وبوش "أعتقد أن هناك نوع من ، كما تعلم، الرابط العميق ..أعتقد أن جوج (دبليو بوش) يناديه يا إبني".
الفصل التالي ما يحدث لاحقاً لكلينتون وبوش هي قصة التوقعات الكبيرة، بطرق مختلفة، يقول المعلق السياسي والمؤلف ديفيد مارانيس، إن جيب بوش، وهيلاري كلينتون لديهما مدارات متشابهة.
"جيب.. كان هو الشخص المختار. وكان الشخص الذي سيصبح رئيساً في يوم ما ويخلف والده، ولكن W، كان الولد الأكبر ولديه مهارات سياسية أفضل وجاء أولاً" ويضيف مارانيس "وكذلك الأمر بالنسبة لهيلاري، كان هناك شعور تجاهها، وحتى قبل أن تتزوج بيل كلينتون. فالناس في مطلع السبعينيات بدأوا يفكرون بشخصية نسائية للرئاسة."
بالطبع ليس جميع "البوشيين" و "الكلينتونيين" خلقوا متشابهين، البعض لديهم مهارات سياسية والبعض ليس لديه تلك المهارات، فالمستشارة السابقة للرئيس بوش 41، والرئيس بوش 43 ماري ماتالين تقول إن بوش وهيلاري يقدمان أشياء وأفكاراً لم يختبرها الآخرون. وتضيف "هذه الحملة بالتحديد في هذا الوقت في تاريخ بلادنا تحمل رسالة حول مهارات المرشحين، سياسات المرشحين .. وليس أسماءهم... يمكن أن يترشحو بصفتهم هيلاري و جيب سميث، والناس سوف يستمعون لما ينوون فعله."
هناك وجه حقيقي آخر لحمل لقب بوش أو كلينتون، وهو وجود أصدقاء للعائلة وأعداء بشكل مسبق، لا يرحبون بالمقارنات مع ما حدث في السابق، وهو إحساس بأنه لن يحدث تغيير إذا كنت تدور حول نفس الاشخاص للأبد، وهناك أمر آخر: الكلل .. مثل قولنا ألم نتعب من هاتين العائلتين لنعود إلى مشاهدتها من جديد في 2016؟