قال علماء من الولاياتالمتحدة إن مادة تريكلوسان الفعالة الموجودة في الكثير من المعطرات والصابون ومعاجين الأسنان يمكن أن تشجع نمو أنواع خطيرة من البكتريا. وحسب الباحثين تحت إشراف بليز بوليز من جامعة ولاية ميشيجان الأمريكية فإن الأنف يتعرض لهجوم أعداد أكبر من أنواع البكتريا الكروية العنقودية الذهبية مثل البكتريا المعروفة باسم ستافيلوكوكوس اوروس. ونشر الباحثون نتائج الدراسة اليوم الثلاثاء في مجلة "ام بايو". وأوضح الباحثون أن بكتريا ستافيلوكوكوس اوروس توجد على جلد ثلث البشر تقريبا ولا تتسبب غالبا في أعراض مرضية ولكنها يمكن أن تتسبب في الإصابة بمرض تعفن الدم وفي إصابة الإنسان بعدوى خطيرة إذا توافرت لها ظروف مناسبة أو إذا كان الجهاز المناعي للإنسان ضعيفا ، مما يجعل انتشار هذه البكتريا في أنف الإنسان بمثابة عامل خطير يهدد بالإصابة بهذه الأنواع من الأمراض. وأوضح الباحثون أن مادة تريكلوسان تدخل في تركيب الكثير من منتجات التجميل وهي مثبطة للبكتريا وتستخدم كمادة معقمة وأنها أصبحت أيضا تستخدم بشكل متزايد في صناعة الملابس المخفضة للعرق والمنظفات وأدوات الغسيل وأن دراسات كشفت عن هذه المادة في دم الإنسان وبوله وفي حليب الأم. وتبين من خلال هذه الدراسة أن مادة تريكلوسان منتشرة أيضا في منطقة الأنف لدى الإنسان وأن هذه المادة ظهرت بكميات واضحة لدى 37 من 90 شخصا بالغا. وقال الباحثون إن هذه المادة تزيد قدرة بكتريا ستافيلوكوكوس اوروس على الارتباط بالبروتينات البشرية مثل الكولاجين و الكيراتين والفيبرونكتين بالإضافة إلى أن هذه المادة تزيد قدرة البكتريا على أن تعلق بالزجاج والبلاستيك. كما أوضح الباحثون أنه تبين من خلال دراستهم أن الفئران التي تحمل مادة تريكلوسان كانت أكثر استقبالا لهذه البكتريا في الأنف. وهناك خلاف علمي منذ سنوات بشأن مادة تريكلوسان حيث أظهرت تجارب على الحيوانات أن هذه المادة يمكن أن تضعف وظيفة العضلات ونظام الهورمونات لدى الإنسان. وأوصى الباحثون بضرورة إعادة تقييم المخاطر الصحية لهذه المادة وقالوا إنهم يعتزمون خلال دراسة أخرى معرفة ما إذا كانت هذه المادة تؤثر على انتشار البكتريا في أجزاء أخرى من الجسم.