يعتبر عدم قدرة المعدة على هضم مادة "اللاكتوز"، الموجودة في حليب البقر ومشتقاته، واحدة من أكثر مشاكل الهضم شيوعا. وينتج جسم الإنسان "انزيما" يسمى "اللاكتاز"، يقوم بمهمة تحليل "اللاكتوز" ليحوله إلى "سكريات" بسيطة يمكن للجسم امتصاصها واستخدامها.
وعندما ينقص هذا الإنزيم، تبقى مادة "اللاكتوز" في الجسم وتتخمر، مما يتسبب للشخص بالغازات والنفخة وحتى الإسهال في بعض الأحيان.
ورغم مشكلة الهضم هذه، يجب على الشخص أن يحرص على تناول الفيتامينات اللازمة، حسب تذكير المتحدثة باسم الجمعية البريطانية للتغذية، لوسي دجونز، في حديثها لموقع "هافينغتن بوست".
وتضيف دجونز: "حليب البقر ومشتقاته مهم جداً في نظامنا الغذائي، حيث يؤمن لنا البروتينات والكالسيوم وفيتامينات B2 وb12 والمغنيسيوم وحتى اليود. ومن المهم أن يؤمن لنا أي بديل نستخدمه لحليب البقر هذه المواد الغذائية، التي ليست مفيدة فقط لصحة العظام، بل أيضا لضبط ضغط الدم ومستوى النشاط عند الشخص".
ومن جهتها، تبشر أخصائية التغذية، كارن بوول، كل من يعاني من عدم هضم "اللاكتوز" بخير سار، قائلة: "عدم تحمل اللاكتوز ليس نوعا من أنواع الحساسية. لكل شخص نسبة سماح للمادة، أي أن الكل يمكنه تحمل تناول كميات صغيرة منها".
ويعني هذا الأمر أنه ليس بالضرورة أن يستبعد من يعاني مشكلة بهضم "اللاكتوز" كافة مشتقات حليب البقر من نظامه الغذائي بشكل كامل، حيث يمكنه على سبيل المثال، تناول كوب صغير من الزبادي.
أما أخصائية التغذية، اليس ماكينتوش، فتوضح أنه "رغم عدم وجود العديد من الدراسات المختصة التي تؤكد أن حليب البقر ومشتقاته مضر بصحة الناس، فإن العديد من الناس يؤكدون أنهم يشعرون بحالٍ أفضل عندما لا يتناولون هذه المواد"، خاصة النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الهورمونات.
وبدائل حليب البقر كثيرة، أشهرها حليب الصويا المليء بمضادات الأكسدة، التي تعد مصدرا مهما للبروتين قليلة الدسم والسكر. ويساهم زبادي الصويا المخمر بإعادة التوازن إلى الأحشاء، وبنمو باكتيريا المعدة الجيدة التي تلعب دورا هاما في عملية الهضم وامتصاص الأكل. وفي هذا السياق يجمع كافة الخبراء على ضرورة اختيار حليب الصويا المقوى بالكالسيوم.
لكن لا يستحب الكل طعم حليب الصويا. وفي هذا السياق تقول دجونز: "في البدء، يعاني العديد من الناس من طعم بدائل حليب البقر، لأنهم معتادون على طعمه، ولكن بعد أسبوعين أو ثلاثة من تناول هذه البدائل، يعتاد زبائني عليها، وينتهي بهم المطاف إلى تفضيلها على حليب البقر".
كما تنصح دجونز أيضاً، إلى جانب حليب الصويا، بحليب الأرز الأسمر والشوفان، لأنهما خاليان من السكر.
وتزداد أيضا شعبية حليب المكسرات. وفي هذا السياق، تقول أخصائية التغذية ايميلي ماغواير: "البديلان اللذان أنصح بهما لحليب البقر هما حليب اللوز أو البندق غير المحلى، إضافة إلى حليب جوز الهند".
أما حليب البزور، فرغم إقرار ماغواير بفوائده، فإنها تحذر من أنه لا يحتوي على كميات كبيرة من مادة ال"أوميغا 6 إس".
وبالنسبة لمشتقات جوز الهند، فيتحاشى العديد من الناس تناولها، ظنا منهم أنها غنية بالدسم، لكن الدهون الموجودة في جوز الهند جيدة جداً لصحة الجسم بشكل عام. وفي هذا السياق، ينصح الخبراء باختيار حليب جوز الهند الذي لم يتم إضافة السكر له.
وتختم بوول قائلة: "لبدائل حليب البقر فوائد على الجسم بشكل عام، حيث إنها غنية بالألياف"، ناصحة، عند استخدامها، بالحرص على تناول الفيتامينات المختلفة والخضراوات الورقية والأسماك الزيتية ذات العظام كالسردين، إضافة إلى اليقطين ودوار الشمس والسمسم والحبوب الكاملة.