قال الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- إن كثيراً من الناس تجدهم على الرغم من أنهم كثيرو الخطأ في حياتهم ، لكن بذرة الخير في قلوبهم وفي إيمانهم ، مشيراً إلى أنه لا بأس من إقامة الفنانين لموائد الإفطار في رمضان. ولفت الشيخ سلمان في حلقة الأربعاء الماضي من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان " البر" إن الإنسان قد يقع في أخطاء كثيرة ، ولكنه مع ذلك لا تفوته الصلاة، فهذا دليل على أن هناك خيرًا وإيمانًا في قلبه ، ولكن هذا الإيمان بحاجة إلى ترشيد. وأضاف فضيلته تعقيبًا على مداخلة عن انتشار موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون في شهر رمضان ، وهل هي للشهرة أو بحثٌ عن الثواب- أنه ليس شرطاً أن تكون أموال الفنانين كلها حرام ، فقد يكون الإنسان عنده رباً ، وعنده مال حلال ، أو مصدر مشتبه وآخر صريح وواضح ، أو عنده مال من أي مصدر من ميراث أو نشاط حلال، لافتاً إلى أن الأصل هو التعاطي مع مثل هذه الأشياء. وأوضح فضيلته أن مهمة الدعاة الصادقين أن يشجعوا الناس ويفتحوا لهم الأبواب بدلًا من طمس هذه المعالم أو قتلها أو محاولة تدمير هؤلاء الناس ، مؤكدا أن هذا المعنى لا بد أن نحرص عليه . وأردف الدكتور العودة أنه لا شك أن فعل البر يزيد في حياة الإنسان ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يروى عنه : "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه". وذكر الشيخ سلمان أن من صفات الأبرار أنهم يَجمعون بين الإحسان في الطاعة والإحسان في نفع الناس ، و جمعهم بين الدافع الإنساني والدافع الإيماني، فبعض الناس قد يحسنون إلى الناس بدافع الشفقة على الآخرين فقط، لكن الأبرار أضافوا إليه الدافع الإيماني ، كما قال ربنا ( إنما نطعمكم لوجه الله). وأضاف: إن الناس يقولون: "اتق شر من أحسنت إليه" ، وهذا معنى صحيح، لكن ليس اتقاء شره بالبعد عنه، ولكن بمزيد من الإحسان إليه ، وليس بأن نترك الإحسان، ولم يكن إحسان الصحابة من أجل مقصد آخر ، حتى إنهم كانوا يحسنون للحيوان وللطير ، بل حتى لعَدُوهم يحسنون كما في الآية ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) قال ابن عباس والحسن وسعيد ، لم يكن أسيرٌ يومئذ إلا المشركون، ومع ذلك كانوا يحسنون إليهم