صادرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جازان أقنعة (فانديتا) المصبوغة بالأخضر والأبيض التي طرحت في الأسواق بمناسبة اليوم الوطني وكذلك باروكات الشعر الخضراء التي يرتديها بعض الشباب في هذه المناسبة ورأت أن بعضها يرمز إلى النازية!، وبمصادرة الأقنعة يصبح المشهد الاحتفالي بمناسبة اليوم محصورا في صورتين: الأولى للشباب الذين يرتدون ملابس العرضة النجدية في إعلانات الشركات الكبرى، والثانية للشباب السمر الذين (دقوا اللطمة) وتلثموا بالشماغ بعد أن عز القناع ومنعت الباروكة الخضراء وخرجوا (متلطمين) من فتحات سياراتهم!. ** العائلات سوف تكون أمامها خيارات محدودة في عطلة اليوم الوطني، فهي إما أن تبتكر قناعها المكلف (السفر)، حيث تقول التقارير الصحفية أن نسبة الحجوزات على خطوط الطيران بلغت نسبة المائة في المائة بينما المنافذ البرية تتكدس أمامها السيارات في طوابير طويلة، وإما أن تبقى في البيوت تفاديا للزحامات التي يصنعها (المتلطمون) وهنا لن يكون أمامهم سوى التلفزيون المحلي الذي من المتوقع أن يحتفل بهذه المناسبة بطريقة (مدرسية) مثلما يفعل كل عام، أما بعض الصحف فهي لا تبذل جهدا في هذه المناسبة العظيمة أكثر من نشر الإعلانات وتحصيل فواتيرها الضخمة!.
** في هذه اللحظة بالذات التي تشتعل فيها الحرائق في كل الاتجاهات تتعاظم الحاجة للعودة الصادقة إلى حضن الوطن الذي نجتمع على حبه، والحب أساسه الصدق.. الصدق مع الذات والصدق مع الحبيب، وفي بعض الأحيان تكون الأقنعة أكثر صدقا من الوجوه الحقيقية فلا تصادروها!.
** نختلف أو نتفق، تتباعد غاياتنا أو تتقارب، تظهر نوايانا على الشاشة أم تختفي في غياهب القلوب، يبقى هذا الوطن هو خيمتنا المنيعة الدافئة على مر الزمان، قوته من تعاضدنا حوله ووحدته من وحدتنا وصفاؤه من تصافي قلوبنا، وقلوبنا مهما شدت الرحال عن بعضها البعض إلا أنها عامرة بلحظات الصفاء، مثل صفاء هذه المناسبة التي لا يمل البعض من محاولات تعكيرها أو التوجس منها ولكنها رغم ذلك تنجح دائما في التسلل إلى كل القلوب.. بقناع أو من دون قناع!.
** مبارك عليكم اليوم الوطني، دمتم ودام هذا الوطن عزيزا مباركا تخفق رايته الخضراء في كل القلوب.. وكل عام وأنتم بخير.