أعربت مصادر أمنية في مصر عن انزعاجها من حلقات برنامج "من قصص القرآن" للداعية عمرو خالد والذي تبثه عدة فضائيات. وقالت إن إصراره على مناقشة قصة "فرعون موسى" ربما يكون له تداعيات أخري خاصة تشجيع فكرة الخروج على الحاكم. وكان الداعية عمرو خالد قد طرح على موقعه الشخصي مجموعة من الاسئلة في بداية شهر مايو الماضي عن سيدنا موسى وطالب زوار المنتدى بالتفكير فى تلك الأسئلة ومحاولة إيجاد إجابات لها، وكان من بين الاسئلة التي طرحها أسئلة عادية من نوعية: "فكر معايا، تخيل إجابات لهذه الأسئلة، لن تجدها فى تفسير هى فقط تحتاج منك تشغيل مخ وإعمال الخيال، لماذا كان فرعون يذبح الذكور ويترك الإناث، هل صحيح لمجرد أنه رأى حلماً أن غلاماً من بنى إسرائيل سيأخذ ملكه؟ هل هذا سبب كافٍ أم تعتقد أن هناك أسباباً أخرى؟ وما فى رأيك الأهداف الأساسية لرسالة موسى؟ هل هي إنقاذ بني إسرائيل أم دعوة فرعون للإيمان أم ماذا؟ وأسئلة شائكة مثل: "وأين المصريون في دعوة موسى ولماذا لم يقم بدعوتهم؟ وتخيل معي شخصية امرأة فرعون: ترى أكانت شخصية قوية أم ضعيفة، مسيطرة أم مغلوبة على أمرها؟ ما هي في رأيك حكمة الله في أن يتربى موسى في قصر فرعون؟". وجاءت ردود القراء صادمة؛ حيث ربطت بين وقت إثارة قصة "فرعون موسى" والظروف السياسية الراهنة، والدعوة للوقوف في وجه الحاكم الظالم والخروج عليه ومقاومته. وكانت التعليقات والافكار المطروحة حسب تصريحات مصادر أمنية ل"العربية.نت" سبباً في قيام أحد ضباط أمن الدولة بكتابة تقرير عنه وعن نشاطه بداية من برنامج "إنسان" الذي يتحدث عن القرى الفقيرة، والذي حذر التقرير من أنه قد يضرب مشروع "الألف قرية" الذي يتبناه جمال مبارك، ونهاية بقصة سيدنا موسى، مروراً بمشروع "مجددون"، وتم رفع التقرير الذي حمل رقم رقم 314 لسنة 2009 الى وزير الداخلية وسافر بعدها خالد الى لندن بعد أن طلب منه أن يخفف من بعض ما يقول ويفعل، وهو ما حاول الالتزام به في البداية الا أن لم يلتزم به في البرنامج. من جهته قال الدكتور محمد فتحي، وهو صحافي ومدرس مساعد للإعلام وأحد المقربين من عمرو خالد، ل"العربية.نت" إنه لم يحدث أي اتفاق مع الداخلية بشأن ما يقال وما لا يقال.. وإن عمرو سيعود الى مصر في عيد الفطر المبارك، حيث إنه موجود حالياً في السعودية لاداء فريضة العمرة وسيتوجه بعد اسبوع من الان الى دولة الامارات للمشاركة في المسابقة العالمية للقرآن الكريم وعقب عودته الى مصر سيستأنف برنامج مجددون الذي توقف. وأكد فتحي أن البرنامج في الاساس يهاجم الممارسات الاسرائيلية، وهو ما سيتأكد منه الناس في الحلقات القادمة، وبينها الحلقة التي تتحدث عن المسجد الاقصى وأنهم ليس لهم حق فيه، وحلقة أخرى تتحدث عن كيف تسربوا الى الاراضي العربية، وهي حلقات ستكون مفاجأة للجميع من حيث الابهار والتقنيات الموجودة والتي تعتبر نقله في البرامج الدينية، والتي يحقق أعلى نسب مشاهدة. ورغم ظهور خالد في بعض البرامج الفضائية لنفي المعلومات التي تتحدث عن طلب الامن مغادرته مصر الا أن مواجهات جمعته مع الصحافيين، خاصة تلك التي جمعته مع رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" مجدي الجلاد، كشفت ما يتعرض له خالد من ضغوط.