أعلنت الإدارة الأمريكية أنّ الرئيس باراك أوباما سيتوجه مساء الثلاثاء المقبل الموافق 10 سبتمبر من البيت الأبيض بخطاب إلى الأمة يخصصه للموضوع السوري. وأضافت أنّ توقيت الخطاب تقرر الساعة التاسعة بتوقيت شرق البلاد. بعد اللقاء الذي سيجريه تلفزيونيا مع مذيع CNN وولف بليتزر الاثنين 9 سبتمبر، في الساعة السادسة مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة.
وتزايد حدة الجدل إزاء آمال أوباما في الحصول على الضوء الأخضر من الكونغرس، بعد تصريحات مثيرة من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز، اعتبر فيها أن الرئيس الأمريكي بصدد فقدان الدعم في مبنى الكابيتول هيل.
وأضاف النائب الجمهوري عن ولاية ميشيغان أن الإدارة فشلت حتى الآن في إقناع الكونغرس، قائلا "أعتقد أنّه من الواضح جدا أنّه (الرئيس أوباما) خسر الدعم خلال الأسبوع الماضي".
وتعدّ تعليقات روجرز الجديدة تناقضا صارخا مع تصريحاته المتفائلة الأسبوع الماضي بترجيحه حصول أوباما الضوء الأخضر.
وانتقد النائب إدارة أوباما لقيامها بعمل "مخيف" متهما المسؤولين بكونهم لم يركزوا بما فيه الكفاية على مسألة أن العلاقات السورية-الإيرانية تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
كما انتقد أوباما نفسه، لتفضيله السفر إلى روسيا لحضور قمة العشرين بدلا من دعوة الكونغرس للبدء بحوار يتعلق بحماية الأمن القومي عبر شن عمل عسكري ضد سوريا أو لا، معتبرا أن الكيفية التي طرحت بها الإدارة الموضوع على الكونغرس محيرة فعلا.
وبعد أن صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ لمصلحة مشروع قرار يجيز لأوباما شن العملية، من المتوقع أن يصوّت نفس المجلس بالكامل هذه المرة على القرار إما الخميس أو الجمعة أو ربما خلال نهاية الأسبوع.
ولكن ليس في حكم الواضح الموعد الذي سيصوت فيه مجلس النواب على القرار، بعد أن أعلن النواب أنهم سيقومون بذلك بعد أن ينتهي تصويت الشيوخ.
ووصلت انتقادات روجرز ذروتها عندما وصف الأمر برمته على أنه "فوضى" في هذه المرحلة، منتقدا تكليف مستشارة الأمن القومي سوزان رايس بشرح الأدلة على أعضاء الكونغرس وهي التي تلقت سيلا من الانتقادات منه على خلفية الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في بنغازي قبل عام.
وتساءل "هل بهذه الكيفية يريدون الحصول على الأصوات؟ أنا أعني أنّ هناك هوة كبيرة تتعلق بالمصداقية".
كما دعا النائب الديمقراطي جيم ماكغوفرن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى سحب الطلب الذي تقدم به لدى الكونغرس لمنحه الضوء الأخضر لتدخل عسكري في سوريا.
وقال النائب لCNN "لو كنت أنا الرئيس، لسحبت طلبي، في هذه المرحلة، فأنا لا أعتقد أن الدعم يوجد في الكونغرس"، وأضاف أن الناس "ترغب في أن ترى الحرب حلا أخيرا وأنا لا أعتقد أنّ ذلك ينطبق على الوضع الحالي" وقال "لدينا بعض المسائل الأخرى التي يتعين علينا الاهتمام بها في الكونغرس، وهي مسائل داخلية ودولية. ولكني أعتقد أنّني في هذه اللحظة وإذا طلب(الرئيس الأمريكي باراك أوباما) فسأقول له اسحب طلبك".
وقوبل إعلان أوباما إشراك الكونغرس في اتخاذ القرار، بترحيب واسع لدى أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب، ولم يوضّح الرئيس ما إذا كان سيعلن التدخل العسكري بغض الطرف عن موافقة المجلسين، لكن كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو قال إنّ الرئيس يحتفظ بحقه في اتخاذ القرار النهائي.
وقال لCNN إن الرئيس "سيتخذ قراره في النهاية قراره بالتشاور مع الكونغرس وفي إطار جدولنا الزمني وبما يخدم مصالحنا" وحتى الأحد، يعدّ ماكغوفرن واحدا من 123 نائبا أعلنوا سيصوتون ب"لا" ضد طلب أوباما مقابل 24 سيدعمونه، فيما مازال الكثيرون في عداد المترددين، وفقا لإحصاء CNN المحدّث.
ونوّه النائب إلى أنّه من "الداعمين الأشداء" لسياسات أوباما وأنه تقريبا يدعم كل شيء يقوم به ولكن "بعض الأحيان يختلف الأصدقاء. والموضع الآن لا يتعلق بالولاء الحزبي ولكنه سؤال موجه لنا جميعا بشأن الأمر الصحيح الذي ينبغي أن نفعله إنه تصويت ضمير" وأضاف أن "ما يقلقني هو أننا وضعنها أم خيارين: إما أن لا تفعلوا شيئا أو اقصفوا سوريا، ومن الواضح أنه توجد بعض الخيارات بينهما وعلينا أن نستطلعها."
وفي السياق ذاته، قال السيناتور راند بول إنه مازال يوازن خياراته حول ما إذا سيطلب بواسطة الكونغرس معلومات إضافية عن العملية العسكرية، قبل أن تتم عملية التصويت، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه خلال العام الحالي لطلب معلومات من البيت الأبيض حول استخدام الطائرات بدون طيار.
وأضاف أنّ من شأن ذلك أن يؤخر فقط التدخل العسكري ولن يمنعه بالمرة، وبدلا من ذلك أعلن أنه ينوي أن يطلب أن يتضمن القرار منع أوباما من شنّ أي عملية عسكرية ضد سوريا من دون موافقة الكونغرس.