غزت التمور السعودية أسواق بريطانيا وارتفعت مبيعاتها في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، بالتزامن مع حملات نشطة تدعو العرب والمسلمين لمقاطعة التمور الإسرائيلية خلال شهر رمضان المبارك، فيما رصد عاملون في الأسواق المحلية إقبالاً واسعاً على التمور السعودية، فيما يؤكد السفير السعودي في لندن أن الكميات التي يتم تصديرها إلى بريطانيا شهدت ارتفاعاً كبيراً. ورصدت "العربية نت" انتشاراً ملموساً للتمور السعودية في أسواق بريطانيا، فيما قال تجار إن مبيعاتها ارتفعت وطغت على غالبية الأنواع الأخرى من التمور بما في ذلك التمور الإسرائيلية والتونسية والإيرانية، وهي الأنواع التي كانت تنتشر تقليدياً في أسواق المملكة المتحدة. وأكد ديبان ميتا، المدير العام لأسواق (Variety Foods)، وهي واحدة من أكبر متاجر الخضار والفواكه في منطقة "ويمبلي" الشهيرة غربي لندن، أن الطلب على التمور السعودية يلقى إقبالاً كبيراً من قبل المستهلكين والزبائن، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. رواج كبير وقال ميتا ل"العربية نت" إن التمور السعودية تستهوي الكثير من مستهلكي التمور، مشيراً إلى أن الطلب عليها لا يقتصر على العرب والمسلمين، ولا على شهر رمضان المبارك، وإنما يفضلها مختلف المستهلكين، وتلقى رواجاً كبيراً.
وكان السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف أعلن في الأيام الأولى لشهر رمضان أن أكثر من 1300 طن من التمور السعودية عالية الجودة تدفقت على المملكة المتحدة بمناسبة حلول الشهر الفضيل، مشيراً الى ارتفاع الإقبال على هذه التمور مما رفع من الكميات التي يتم تصديرها منها إلى بريطانيا. وأكد الأمير محمد بن نواف أن المملكة المتحدة هي إحدى أهم أسواق التمور في أوروبا، وسفارة السعودية في بريطانيا حريصة على دعم المستوردين المحليين والمصدّرين السعوديين على حد سواء من أجل تعزيز الصادرات السعودية وبالتحديد المنتجات الزراعية ومن ضمنها التمور. حملة مقاطعة ويأتي الرواج الكبير للتمور السعودية في بريطانيا متزامناً مع حملة واسعة أطلقها مناصرون للقضية الفلسطينية دعت العرب والمسلمين إلى مقاطعة التمور الإسرائيلية خلال شهر رمضان، حيث قالت الناشطة البريطانية سارة أبس ل"العربية.نت" إن "الحملة حققت نجاحاً واسعاً، وإن المستهلكين أصبحوا حريصين على عدم شراء التمور الإسرائيلية التي تنتشر في الأسواق". وتقول "أبس"، المسؤولة في الحملة البريطانية للتضامن مع فلسطين (PSC)، إن الدعوات لمقاطعة التمور الإسرائيلية في بريطانيا تم توزيعها على أبواب المساجد وفي أماكن تجمع المسلمين وفي المطاعم والمقاهي، ووجدنا تجاوباً كبيراً. وبحسب "أبس" فإنه على الرغم من صعوبة تحديد نسبة التراجع في مبيعات التمور الإسرائيلية في بريطانيا، والارتفاع في مبيعات التمور العربية بالمقابل، فإن "العديد من أصحاب المحلات والمتاجر أكدوا أنهم حريصون على عدم بيع أو الترويج للتمور القادمة من إسرائيل". وقالت: "أكثر من نصف المحلات التجارية التي خاطبناها أبدت تجاوباً مع حملتنا". وأكدت أن الحملة ستستمر خلال السنوات المقبلة، كما سيتم تنشيطها أيضاً خلال موسم أعياد الميلاد في نهاية العام الجاري، حيث ترتفع المبيعات والحركة في الأسواق بشكل عام. وفي الاتجاه ذاته، أكد المتحدث باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي ل"العربية نت" نجاح الحملة التي تنظمها مجموعة من النشطاء من مختلف المنظمات الداعمة للفلسطينيين، وقال إن المنتدى وجه دعوة للعرب والمسلمين بأن يقاطعوا التمور الإسرائيلية ويعودوا الى التمور العربية بدلاً منها. وأشار بيراوي الى أن القرار الأوروبي الأخير بتمييز منتجات المستوطنات الإسرائيلية يصب في صالح الدعوات لمقاطعتها، حيث ستكون أكثر وضوحاً وتمييزاً في الأسواق بما يسهّل على المستهلكين الالتزام بمقاطعتها وعدم شرائها.