للمرة الأولى منذ سنتين، تتوحد منشورات الشعب السوري على الفايسبوك متأثرةً بغناء عبد الكريم حمدان في برنامج “أراب آيدول”. هكذا فقد نجح المشترك السوري في ترك الأثر الكبير في قلوب أبناء شعبه الذين كانوا وما زالوا يعيشون تحت وطأة النار. هذا التوحد لم يدم أكثر من يوم واحد، إذ خرجت أصوات نشاز تهدد وتتوعد وتكسر كل القواعد لتبث سمومها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. إحدى الصفحات المؤيدة نشرت صورة قالت إنها لشقيق عبد الكريم وهو يقاتل تحت لواء الجيش الحر المناهض للنظام، بينما نوهت صفحة أخرى إلى أنّها تعرّفت إلى مكان سكن عبد الكريم وأفراد عائلته وكتبت “جميعنا استمتعنا بصوته وأحببناه على أنه سوري أوصل إحساسنا بشكل ممتاز، ولكن في حال تفوه بحرف يسيء للدولة أمام الإعلام أو رفع علماً غير العلم السوري ذي النجمتين، نعدكم بأنه سيكون مصيره الدعس في أي مكان يتواجد فيه”. ووجهت رسالة لعبد الكريم قالت فيها “إذا أردت أن تكون نجماً، عليك التحلي بالحيادية والابتعاد عن السياسة وإلا فستلقَ حتفك في المكان الذي فيه أنت”. هذا الكلام أثار ضجة وبلبلة في باقي الصفحات، ما دعا عبد الكريم إلى إزالة التعليقات المسيئة وحظر أصحابها على صفحة الفانز الخاصة به، مؤكداً أن صفحته فنية تهدف إلى إيصال رسالة سلام لكل العالم وليس لها علاقة بأي جهة سياسية سواء أكانت معارضة أو مؤيدة”، ليؤكد من خلال ذلك أنه يغني تحت اسم سوريا بكل أطيافها ومعتقداتها وآرائها السياسية والدينية. يذكر أنّ عبد الكريم قدّم في “أراب آيدول” موالاً كتبه بنفسه قال فيه “حلب يا نبع الألم يمشي ببلادي، ويا كتر الدم اللي انسكب ببلادي، أنا ببكي ومن قلب محروق ع بلادي، وعلى ولادها اللي صاروا فيها غراب، وآه يا بلادي”، قبل أن يتبعه بمقطع من أغنية “قدك المياس”. ووقف رباعي لجنة التحكيم وصفقوا له طويلاً. ولأن رسالته قد وصلت، خاطبته نانسي عجرم بالقول” هي الأصوات اللي بدنا نسمعها بالوطن العربي مش أصوات المدافع، بدنا نقول آه ما بدنا نقول آخ”، بينما لقي الكلام تعاطف الجمهور الذي هتف “سوريا.. سوريا”.