جددت الحكومة اليمنية مطالبتها للسلطات الامريكية بتسليمها 90 يمنياً مازالوا معتقلين في القاعدة العسكرية الأمريكية في كوبا المعروفة باسم "جوانتانامو". وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن هذه المطالبة جاءت في رسالة وجهها وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إلى نظيره الامريكي جون كيري واستهلها بتهنئة الأخير على تعيينه وزيرا للخارجية في فبرايرالماضي. وفي رسالته - التي لم تشر الوكالة اليمنية إلى تاريخ محدد لها - أكد القربي حرص بلاده "على اتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية والامنية والتأهيلية للعائدين (من غوانتانامو) حتى يعودوا إلى جادة الصواب ويندمجوا في مجتمعاتهم كمواطنين صالحين ويسهموا في خدمة وتنمية وطنهم". وفي الصدد ذاته، صرح مصدر دبلوماسي في السفارة اليمنية بواشنطن أن السفارة "كثفت خلال الفترة الماضية من تواصلها ولقاءاتها واجتماعاتها مع المسؤولين الامريكيين في وزارات الخارجية والعدل والدفاع وكذا مع محامي المعتقلين اليمنيين والمنظمات الحقوقية، لبحث السبل الكفيلة بإعادة المعتقلين اليمنيين إلى وطنهم". وبحسب وكالة الأنباء اليمنية بين المصدر ذاته أنه يجري حاليا الترتيب لتنظيم زيارة لوفد رسمي يمني برئاسة وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور واللجنة المعنية بمتابعة قضية المعتقلين إلى الولاياتالمتحدة وقاعدة جوانتانامو. وكان معتقلو جوانتانامو اليمنيون بدأوا منذ ما يقرب من شهر إضرابا عن الطعام من اجل الافراج عنهم، حسب تصريحات أدلى بها في وقت سابق عبدالرحمن برمان المحامي في منظمة (هود) للدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن. ودعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في سبتمبر الماضي السلطات الامريكية إلى إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو، متعهدا ب"إعادة تأهيلهم في مركز خاص ستتكفل الحكومة اليمنية ببنائه". وجاءت دعوة الرئيس اليمني خلافا لموقف سلفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان رفض استقبال المعتقلين اليمنيين مشترطاً على الأمريكيين تمويل بناء مركز لإعادة تأهيلهم. كما جاءت دعوة هادي في ذلك الوقت بعد أيام من إعلان وزارة العدل الامريكية أسماء 55 معتقلا، بينهم 25 يمنياً ممن تمت الموافقة على اطلاق سراحهم. وبجانب الدعوات الرسمية للإفراج عن معتقلي جوانتانامو اليمنيين كانت هناك فعاليات شعبية في هذا الصدد. فقد نظمت أسر المعتقلين اليمنيين اعتصامات عدة بصنعاء خلال الأشهر الماضية، مطالبة السلطات الأمريكية بسرعة الإفراج عن ذويهم. وفي الاطار نفسه نظمت منظمة (هود) للدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن وقفة تضامنية في سبتمبرالماضي أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة اليمنية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تعهد خلال حملته الانتخابية في العام 2008 بإغلاق المعتقل في غضون عام واحد من توليه منصبه، ثم كرر التعهد ذاته في أكتوبرالماضي. ويضم المعتقل الذي أقامه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر في العام 2001. حاليا حوالي 170 معتقلا من جنسيات مختلفة، أمضى معظمهم سنوات طويلة دون أن توجه إليهم تهم.