أكد سفير فرنسا لدى المملكة براتران بزانسنو أن فرنسا مستعدة بأن تكون الشريك الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في مجال الطاقة النووية والمتجددة , وأن الخبرة التي اكتسبتها على الصعيد الوطني والدولي تعد مفيدة للبرنامج السعودي. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد الاثنين 13 جمادى الأولى 1434 ه الموافق 25 مارس 2013 بين شركتي أريفا (AREVA) وإي دي إف (EDF) الفرنسيتان مع عدد من الشركات السعودية الصناعية المحلية للمشاركة في برامج الطاقة الذرية والمتجددة التي اقترحتها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لدعم مشاريع الطاقة المستدامة في المملكة . وأعرب بزانسنو عن بالغ السرور في افتتاح يوم التبادلات بين الصناعيين السعوديين والفرنسيين في إطار برنامج المملكة النووي المستقبلي , الذي يشكل أحد أنشطة التعامل التي تم إقرارها خلال انعقاد الدورات والاجتماعات الثنائية حول الطاقة النووية خلال شهر يناير الماضي برئاسة معالي وزير الصناعة الفرنسي ارنو منتيبيرج , ومعالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني , مبيناً أن فرنسا لاعب رئيس في مجال إنتاج الكهرباء , والطاقة النووية , وستبقى كذلك إذ يمثل ذلك 75 % من إنتاجها بفضل احتلالها المرتبة الثانية عالمياً في الإنتاج النووي , كما تمتلك أكثر من 58 مفاعلاً نووياً , وهو روح الاتفاق الفرنسي السعودي حول الطاقة النووية المدنية الذي صادقت عليه المملكة في شهر فبراير الماضي وينص على تشكيل لجنة ثنائية قد تجتمع خلال الأشهر القادمة في إطار الزيارة التي سيقوم بها فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية للمملكة , من أجل تنويع التعاون العام على قطاع النفط والبتروكيماويات. وأضاف أن تطور برنامج //نسيج الطاقة السعودي// الذي سرعان ما سيدرج نسبة مهمة من الطاقة المتجددة من أجل تلبية الطلب المتزايد يمثل تحدياً فعلياً يضاف إليه تحدي آخر هو توطين الوظائف للسعوديين وخلق فرص عمل جديدة , إذ تمتلك المملكة نسيجاً صناعياً كثيفاً وكفؤاً , وأن فرنسا تثق في قدرة المملكة على تنمية قوتها في هذا القطاع الجديد، قطاع الطاقة النويية من أجل الوصول إلى 60% من التوطين الذي تطمح إليه المملكة , لافتاً الإنتباه إلى نجاح التجارب الفرنسية مع الدول الأخرى وقدرتها في نقل المهارات ومرافق التنمية للصناعات المحلية , وأنه جرى اقتراح إقامة سلسلة أعمال حول ملف توطين رابطة لقيام ذلك وتمثل ندوه اليوم المرحلة الأولى منها , معرباً عن شكره لشركتي اريفا وكهرباء فرنسا على تنظيمهما للندوة واستقطاب الخبراء الفرنسيين من أجل المشاركة وتبادل الخبرات. وأكد رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي الدكتور محمد بن علي بن لادن خلال كلمه ألقاها أهمية اللقاء الذي يأتي انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تحتم علينا الإلمام بالتقنيات الحديثة للطاقة والاستفادة من التجارب الناجحة للشركات الفرنسية, كحلقة من حلقات التخطيط الاستراتيجي التي تملي على الشركات الوطنية التي تعمل في مجال الطاقة مواكبة التطورات المتسارعة حتي يتسنى لها التسلح بالمعرفة والتقوية المطلوبة وما تحتاج إليه من تأهيل في هذا المجال للإسهام في التقنية والتنمية المستدامة وتعزيز القدرات الوطنية وتوطين القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية , مشيراً إلى ما يمثله لقاء اليوم من فرصة جيدة للشركات السعودية للتواصل مع الشركات الفرنسية والتزود بالمعرفة والتقنية لأبعاد صناعة الطاقة في فرنسا، ويثمل أيضاً نواة للتعاون المستقبلي بين الشركات السعودية والفرنسية ويدفع عجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة , مقدماً شكره لسفارة فرنسا بما تقوم به من جهد وعمل جاد لتعزيز أطر التعاون بين البلدين في شتى المجالات . وأوضح الرئيس التنفيذي التجاري لشركة أريفا (AREVA) طارق شوحو من جانبه أن مشاريع الطاقة النووية والمتجددة ، تصاحبها دائماً جهود في التوطين التي تمثل أهمية كبرى في المملكة ، بإستراتيجيتها الطموحة للطاقة المستدامة ، والتي بدورها ستؤدي إلى تشكيل قاعدة صناعية قوية ومؤهلة , معلناً عن فتح مكتب مشترك لشركتي أريفا (AREVA) وإي دي إف (EDF)، في الرياض في يونيو 2012، للإسهام بخبراتهما في برنامج الطاقة المستدامة السعودي ، من اختيار توليد الطاقة المناسبة وحتى إدارة دورة التشغيل. مما يذكر أن أكثر من مئتي مشارك من هذا القطاع حضرلقاء اليوم ، منهم مسؤولون من مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة (KACARE) ، وممثلون عن قطاع الصناعة السعودية , إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين من أريفا (AREVA) وإي دي إف (EDF).