قال مسؤول أمني تونسي سابق، السبت 19 يناير ، إن "رئيس البلاد الهارب زين العابدين بن علي على علاقة بالمخابرات الإسرائيلية (الموساد) منذ عام 1985". وأضاف البشير التركي، المشرف السابق على إدارة الاتصالات بوزارتي الدفاع والداخلية التونسية، أن الرئيس التونسي السابق متورط في عملية اغتيال أبو جهاد (خليل الوزير، كان العقل العسكري والرجل الثاني بحركة فتح الفلسطينية واغتالته المخابرات الإسرائيلية في منزله بتونس في 16 أبريل/نيسان 1988)". جاء ذلك في ندوة فكرية بالعاصمة التونسية عنوانها "الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر" وتناولت "معلومات ووثائق جديدة تبث لأول مرة حول علاقة بن علي بالموساد وخيانات بعض الشخصيات الوطنية"، بحسب ما نقلته إذاعة "راديو شمس إف إم" التونسية الخاصة عن التركي. وأوضح التركي أن "أول تونسي كشف علاقة بن علي بالموساد طالب، وكشف ذلك من خلال قيامه بعملية قرصنة لأجهزة بن علي تم قتله على إثرها"، بحسب قوله.
وحول عملية اغتيال "أبو جهاد" قال إن "بن علي زود الموساد بالخرائط وكل تفاصيل نشاطات أبو جهاد وأفعاله اليومية، حتى أنه تمت تجربة عملية اغتياله في إسرائيل قبل تنفيذها في تونس". وأشار البشير التركي إلى أن "المخابرات الإسرائيلية تمكنت في زمن بن علي من تجنيد خلايا في مدن تونسية كبرى، كما أقامت موقعا لتحسين تجهيزات ومراكز التنصت الموجودة في قصر قرطاج". وحاول مراسل الأناضول الاتصال بالبشير التركي للاستفسار عن تصريحاته الإذاعية، لكنه تجنب التصريح عبر الهاتف واكتفى بالقول "أنا قلت ما قلت ولم أعد أتذكر ما قلت"، لكن المؤرخ عبد الجليل التميمي وهو منظم الندوة أكد من جانبه هذه التصريحات للأناضول، فيما لم يتسن للمراسل الحصول على تعقيب من الرئيس التونسي السابق أو أحد ممثليه. والبشير التركي مهندس رادار، كلف سابقا بالإشراف على إدارة الاستعلامات لوزارة الدفاع الوطني ثم وزارة الداخلية التونسية، قبل أن يتجه كلاجئ سياسي إلى سويسرا عام 1978 لخلاف مع السلطات السياسية التونسية، حيث افتتح مكتبا استشاريا لشؤون الأمن والحرب الإلكترونية، وعمل من خلال مكتبه لصالح عدة دول بمختلف أنحاء العالم.