أكد الشيخ محمد الجذلاني، وهو قاض سعودي سابق، أن علماء المسلمين قد أجمعوا على أن طعام غير أهل الكتاب والمحرم على المسلمين أكله إنما هو ذبائحهم فقط، وليس أي طعام يطبخ ويقدم بأيديهم. جاء تعليق الشيخ الجذلاني لقناة "العربية"، بعد أن أثارت فتوى تحريم تناول الطعام الذي تعدّه الخادمات غير الكتابيات، والتي أطلقها الشيخ عبدالله المنيع، عضو "هيئة كبار العلماء" بالسعودية، مؤخراً، بعض الجدل، وبالأخص أن الفتوى شملت كذلك تحريم الأطعمة التي يقدمها عمال المطاعم من غير الديانات السماوية الثلاث. وأضاف الجذلاني: "أما الطعام الآخر الذي لا تشترط فيه نية أو تسمية، فهذا جائز، سواء كان فيه صنع وتحضير مثل الطبخ العادي، أم لا. فهذه الأطعمة اتفق العلماء على إجازتها". ولفت الشيخ الجذلاني إلى أنه يبدو أن الشيخ المنيع قد أشكلت عليه المسألة، و"هي حكم الأكل من آنية المشركين، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل من آنية المشركين فنهى عن ذلك، "إلا أن لم تجدوا غيرها فكلوا منها"، والمقصود هنا آنية المشركين التي يطبخون فيها طعامهم والتي يكون فيها ذبائح لم يُسم اسم الله عليها، ويكون فيها لحوم خنزير ونجاسات". وبسؤاله عن إمكانية تشتت المواطن العادي، لاسيما أن الفتوى صدرت عن عضو بهيئة "كبار العلماء" بالسعودية، أوضح الجذلاني أن هناك فتاوى أخرى لعلماء آخرين يمكن اتباعها. وأضاف: "هناك فتاوى للشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالعزيز بن باز، وبإمكان كل من أشكل عليه الأمر أن يسأل العلماء على هذه الأمور". وأشار الجذلاني إلى كتاب القرطبي "الجامع لأحكام القرآن"، حيث فسر الآية الخامسة من سورة المائدة (وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم)، بأنه قد نقل إجماع العلماء على أن المقصود بالطعام هو ما تدخله التذكية، أما الطعام الذي لا يحتاج إلى تذكية وليس فيه أي دخل للنية فهذا الطعام جائز بإجماع العلماء، سواء هذا الطعام لأهل الكتاب أو لغيرهم، على حد قوله. وكان المنيع قد طالب في تصريحات لموقع "الجزيرة أونلاين"، الجهات المسؤولة عن استقدام العمالة المنزلية بالمملكة بتحديد الديانة المسموح الاستقدام منها فيمن تدين بالإسلام أو بديانة كتابية فقط، مشيراً إلى ضرورة تفريغ الخادمات من غير معتنقي الديانات السماوية لأعمال التنظيف فقط. وقد خاطب المنيع في تصريحاته ربات البيوت قائلاً: "أما الطبخ فاعتنين به بأنفسكن، وكُلن مما تطبخن وترتحن لأكله. والخادمات من غير المسلمات ولا من غير الكتابيات لسن على دينكن ولا يمكن أن يعنينكن فهنّ عبدة أوثان". ولفت إلى أن "وجود خادمة غير مسلمة بعيداً عن شؤون الطهي قد يكون فرصة لتنشيط الدعوة إلى الله، ودعوة هؤلاء الخادمات إلى الإسلام، فإذا أسلمت وحسن إسلامها ففي ذلك أجر وحينها يأكلون من طبخها". وحول السؤال عن ديانة مَنْ يصنع الطعام بالمطاعم قبل الشراء، قال: "لا تسألوا ولا تتحسسوا ولا تتجسسوا إلا إذا قيل إن العاملين في المطعم الفلاني على الديانة البوذية مثلاً، حينها يكون الإنسان آثماً إذا ابتاع طعاماً من عنده".