أكدت وزارة الخارجية الأميركية استقالة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الأمن القومي إيريك بوسويل وإعفاء 3 مسؤولين آخرين بعد تقديم لجنة مستقلة تقريراً عن تحقيقها بالهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية وتسبب بمقتل 4 أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في بيان ان بوسويل استقال فيما أعفي 3 مسؤولين آخرين، لم تذكر أسماؤهم، من مهامهم. وأشارت إلى ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبلت استقالة بوسويل، التي تعتبر سارية المفعول فوراً. وأوضحت ان 4 مسؤولين غادروا مناصبهم "3 منهم من مكتب الأمن الدبلوماسي (في وزارة الخارجية الأميركية) وواحد من مكتب شؤون الشرق الأدنى". وكان مسؤولون أميركيون رفيعون كشفوا عن استقالة 3 مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية بعد تقديم تقرير مستقل عن التحقيق بهجوم بنغازي، وقد تضمن التقرير انتقادات شديدة للوزارة. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله ان 3 مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قدموا استقالتهم، وهم مساعد وزير ة الخارجية لشؤون الأمن القومي إيريك بوسويل ونائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أمن السفارات شارلين لامب، وريموند ماكسويل نائب مساعد وزيرة الخارجية المسؤول عن منطقة شمال أفريقيا.
وكان مسؤولون أميركيون ذكروا ان تحقيقاً مستقلاً في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي انتقد بشدة وزارة الخارجية الأميركية على نقص الجهاز الأمني والاعتماد على ميليشيات محلية في حماية المكان.
وقال مسؤولون من الكونغرس ووزارة الخارجية الأميركية ان التحقيق المستقل حمّل مسؤولي وزارة الخارجية الخطأ لتجاهلهم طلبات مسؤولين في السفارة الأميركية بالعاصمة الليبية طرابلس بإرسال مزيد من الحراس وزيادة الحماية الأمنية للبعثة الدبلوماسية.
ووجه التحقيق اللوم إلى وزارة الخارجية لأنها انتظرت تحذيرات محددة بوقوع هجمات كبيرة حتى تتحرك بدلاً من اعتماد إجراءات وبروتوكولات أمنية للتعامل مع البيئة الأمنية التي تشهد تدهوراً.
كما وجه التحقيق اللوم إلى مكتبين في الوزارة، هما مكتب الأمن الدبلوماسي ومكتب شؤون الشرق الأدنى، لفشلهما في التنسيق ووضع خطة أمنية مناسبة، ووجد الفريق الذي أجرى التحقيق ان عدداً من المسؤولين أظهر ضعفاً بالقيادة.
وقال توماس بيكيرينغ وهو سفير سابق ترأس لجنة التحقيق في مؤتمر صحافي عقده، المسؤول عن لجنة التحقيق بعد تقديم تقريره ان اللوم الأكبر يجب أن يقع على مسؤولين في مكتبي الأمن الدبلوماسي وشؤون الشرق الأدنى.
والتقى بيكيرينغ في جلسة مغلقة رئيس هيئة الأركان المتقاعد مايك مولن الذي قال للصحافيين "خلصنا إلى ان بعض كبار المسؤولين في وزارة الخارجية... أظهروا ضعفاً في القيادة والقدرة على الإدارة"، مضيفاً انهم "لم يأخذوا الأمن في نغازي كمسؤولية مشتركة ولذا غالباً ما كان ثمة نقص في الدعم..".
من جهته قال نائب وزيرة الخارجية وليام بيرنز انه "لا بد أن تستخدم الدبلوماسية في بعض الأحيان في أماكن خطيرة.. وقد علم كريس ستيفنز، صديقي وزميلي، انه لا يمكن لدبلوماسيينا العمل في الملاجئ ولدينا مسؤولية عميقة لضمان أفضل وضع أمني ودعم ممكن لدبلوماسيينا وخبرائنا".
وردت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على التحقيق في رسالة إلى الكونغرس فأكدت قبولها توصيات فريق التحقيق ال29، وبعضها سري.
يشار إلى ان لجنة مستقلة أوكلت إليها مهمة التحقيق بهجوم بنغازي قدمت تقريرها إلى وزارة الخارجية يوم الاثنين، وأرسلت الوزارة نسخة مطولة سرية عنه إلى الكونغرس يوم الثلاثاء.
ويشهد اليوم الخميس نائبا وزيرة الخارجية وليام بيرنز وتوماس نيدز أمام اللجنة، ومن المحتمل أن يطلب من كلينتون أن تشهد بدورها.