لم تشأ انتخابات الصوت الواحد ان تكون عادية، وكأنها أبت إلا أن تحاكي ظروف ما قبلها على الساحة السياسية المحليةالكويتية. رهان مقابل رهان، فكانت المفاجآت. المرشحون الشيعة فازوا في كل الدوائر، وشكلوا ما يزيد قليلا على ثلث المجلس الجديد، فيما كان للأقليات نصيب لا سيما في الدائرة الخامسة، أما العلامة الفارقة فكانت مجلس أمة بلا مطران أو عوازم. ومع الوجوه الجديدة التي تتأهب لدخول قاعة عبدالله السالم، استعادت المرأة «صوتها الناعم» تحت القبة، بوجه قديم وآخرين حديثي العهد بالكرسي الأخضر. وحصد الشيعة في الدائرة الأولى ثمانية مقاعد بفوز كل من فيصل الدويسان وعدنان عبدالصمد والدكتور يوسف الزلزلة والدكتورة معصومة المبارك وعبدالحميد دشتي وصالح عاشور وحسين القلاف وخالد الشطي. وفاز المرشحون الشيعة بثلاثة مقاعد في الدائرة الثانية بفوز كل من عدنان المطوع وأحمد لاري وخليل الصالح، فيما اخترقوا الدائرة الثالثة بمقعدين من نصيب خليل عبدالله وهشام البغلي، والدائرة الرابعة بمقعد لمبارك النجادة، وثلاثة مقاعد في الدائرة الخامسة من نصيب عبدالله التميمي وهاني شمس وناصر الشمري. وحقق السلف فوزا بمقعدين حققه كل من الدكتور علي العمير في الدائرة الثالثة وعبدالرحمن الجيران في الدائرة الثانية. وعادت المرأة الى قبة عبدالله السالم ب «الثلاث» فربحت النائبة والوزيرة السابقة الدكتورة معصومة المبارك مقعدا في الدائرة الاولى، فيما كان المقعد الثاني من نصيب صفاء الهاشم عن الدائرة الثالثة، وفازت ذكرى الرشيدي بالمركز النسائي الثالث عن الدائرة الرابعة. وفازت قبيلة عنزة بمقعدين احتلهما كل من خلف دميثير في الدائرة الثانية وعسكر العنزي في «الرابعة»، في حين حققت قبيلة الرشايدة قصب السبق في الدائرة الرابعة بخمسة مقاعد من نصيب سعد الخنفور ومبارك الخرينج وذكرى الرشيدي ومحمد الرشيدي وعلي الرشيدي. وباعلان نتائج الانتخابات، فإن من المقرر أن تقدم الحكومة استقالتها اليوم الى سمو الأمير تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة تتواكب والمجلس الجديد الذي بدوره يتهيأ لعقد اجتماعات متلاحقة بين أعضائه للتنسيق والتشاور حول خوض المنافسة على مناصب الرئيس ونائبه وأمين السر والمراقب وعضوية اللجان. فمن سيكون الرئيس الجديد للمجلس الجديد؟ وعلى السؤال أجاب النائبان المنتخبان علي الراشد وأحمد المليفي معلنين خوضهما السباق الى منصب الرئيس، وشاطرهما في ذلك الدكتور علي العمير الذي قال ان الاحتمالات مفتوحة للترشح الى المنصب، في حين بدأ السباق الى منصب نائب الرئيس بإعلان من عدنان عبد الصمد ومبارك الخرينج. وعقدت غالبية مجلس 2012 المبطل اجتماعا مسائيا في ديوانية النائب السابق أحمد السعدون، تشاورت فيه حول نتائج الانتخابات. وقال عضو الكتلة عادل الدمخي: «نحن نطالب بسحب مرسوم الصوت الواحد وعدم الدعوة الى انعقاد المجلس والرجوع الى الأمة». كما أكد النائب السابق الدكتور فيصل المسلم المطالبة بسحب المرسوم «انسجاما مع الرغبة الشعبية العارمة». وأشار الى أن «الشعب الكويتي نجح باصراره عندما قاطع الانتخابات أمس». وأعلن أن «الكويتيين أصدروا مرسوم اسقاط المجلس». بدوره أكد النائب السابق محمد الكندري أن «المقاطعة نجحت بكل المقاييس وأن الشعب الكويتي قال كلمته والمجلس فقد شرعيته قبل التئامه». (نقلا عن الرأي العام)