أبدى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مجددا معارضته شن هجوم منفرد على إيران, بيد أن ذلك لم يمنع ارتفاع نسق الاستعدادات الإسرائيلية لضربة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية قد تعقبها مواجهة تستغرق أسابيع وفق بعض التقديرات. وقال بيريز في تصريحات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت "أرّقني جدا ما يمكن أن يحدث في حال وقوع هجوم إسرائيلي منفرد (على إيران) لدرجة لم أستطع معها النوم".
وكان بيريز قد قال الخميس الماضي إن هجوما محتملا على إيران لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة الولاياتالمتحدة. وأثار هذا الموقف انتقادا قويا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتهم بيريز بأنه نسي واجبه كرئيس.
وتهوّن إيران من شأن التهديدات الإسرائيلية المتواترة, وتقول إنها قادرة على رد الصاع صاعين في حال هاجمت إسرائيل منشآتها النووية. وكرر الرئيس الإيراني في الجمعة الأخيرة من رمضان أن إسرائيل ستزول قريبا مما أثار انتقادات حادة من واشنطن وعواصم غربية أخرى.
ووسط التصريحات المتواترة من المسؤولين الإسرائيليين حول الضربة المحتملة للمنشآت النووية الإيرانية, رفع الجيش الإسرائيلي نسق تدريباته استعدادا لمواجهة قد تحدث بعد ضربة محتملة لمنشآت إيران النووية.
وكشف موقع "ولاّ" (walla) الإلكتروني الإسرائيلي أن أسرابا من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أجرت نهاية الأسبوع الماضي تدريبا تمت خلاله محاكاة سيناريو حربي.
وقال الموقع إن أسرابا من طائرات أف 16 دي, وأف 16 سي انطلقت من قاعدة رامات ديفد الجوية شمالي فلسطين, تدربت على قتال جوي مع طائرات معادية متطورة. وكان سلاح الجو أجرى مؤخرا سلسلة من التدريبات بينها تدريب مشترك مع نظيره الأميركي.
وتزيد هذه التدريبات وقرارات بينها توزيع أقنعة واقية من الغاز, واختبار نظام إرسال تحذيرات من هجوم خارجي محتمل بالرسائل النصية, التكهنات بأن إسرائيل قد تهاجم المنشآت النووية الإيرانية.
ومن حيث المبدأ, لا يعارض كبار المسؤولين الإسرائيليين مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية التي يقولون إنها ربما تنتج أسلحة نووية, إلا أن بعضهم يبدي تخوفا من شن هجوم منفرد, أو من دون موافقة أميركية.
ويقول محللون إسرائيليون إن تزايد التصريحات العلنية بشأن مواجهة محتملة مع إيران وكلفتها البشرية على الإسرائيليين, يهدف إلى تحضير الرأي العام لنتائج تلك المواجهة, والحصول على التزام أكبر من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمهاجمة إيران في حال استمرت في برنامجها النووي, أو على الأقل منح تل أبيب ضوءا أخضر بذلك.
في السياق نفسه, قال وزير دفاع الجبهة الداخلية الإسرائيلي الجديد آفي ديختر اليوم إن الربيع العربي أحدث زلزالا في المنطقة, ويتعين تبعا لذلك على القيادة الإسرائيلية أن تراجع سياستها, معتبرا أن وجود إسرائيل بات مهددا بشكل جدي.
وأضاف ديختر بكلمة ألقاها في قاعدة رابين بتل أبيب بمناسبة توليه منصبه أن لبنان وغزة وسوريا تشكل تهديدا إستراتيجيا, وأن إيران تشكل للمرة الأولى تهديدا لوجود إسرائيل.
ونقل عنه موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت "تعلمت دروسا كثيرة مفيدة من حرب لبنان الثانية, ولكن أعداءنا يعززون قدراتهم الهجومية".
ونقلت الموقع عن ديختر قوله إن القدرات الدفاعية والهجومية الضخمة للجيش الاسرائيلي "تهدف لضمان عدم تحول الجبهة الداخلية إلى خط الجبهة".