نقلت "العربية.نت" عن شقيق ثاني سعودي يسقط قتيلا في سوريا، وهو إبراهيم غازي البخيتان، أن أخوه قتل في مدينة بصرى، المعروفة ببصرى الشام، والبعيدة 40 كيلومترا عن مدينة درعا و140 عن دمشق. وقال محمد إن شقيقه إبراهيم، وهو أعزب عمره 39 سنة، قضى بقذيفة أطلقتها قوات من النظام السوري كانت في تبادل لإطلاق النار قبل ربع ساعة من غروب شمس الأحد الماضي مع ثوار من "الجيش السوري الحر" فأصابته بعض شظاياها وقضى نحبه في الحال.
وعرفت العائلة بمقتل إبراهيم الذي تزوج قبل 16 سنة من سعودية طلقها بعد شهرين من الزواج ولم يرزق منها بأولاد، من اتصال هاتفي أجراه أحد الناشطين مع إبراهيم في المهمة التي سافر إلى سوريا من أجلها "وهي المساهمة بتمريض الجرحى من الثوار السوريين" كما قال.
وذكر أن شقيقه إبراهيم يعمل ممرضا منذ زمن طويل، وقبل سفره إلى سوريا الشهر الماضي كان من موظفي مستوصف مطار مدينة عرعر، حيث كان يقيم مع عائلته المؤلفة من والدته البالغة من العمر 78 سنة واخوته العشرة، وهم 6 إخوة و4 أخوات ممن يعمل بعضهم في حقل التمريض والتعليم والتجارة.
وروى محمد أن للقتيل إبراهيم أخوال وخالات يقيمون في مساكن برجا بدمشق، وهم من عائلة أحمد العسكر الجحيش السورية المعروفة، وهي من قبيلة العقيدات، ووزير المالية السوري الأسبق، محمد الحسين "هو من أبناء عمة والدتي" طبقا لما ذكر محمد الذي أضاف بأن أصدقاء شقيقه والناشطين معه في التمريض دفنوه يوم مقتله "ونحن لا نسعى لاستعادة جثته لنقلها إلى السعودية، فقد رضينا بمشيئة الله" وفق تعبيره. حمل إلى سوريا كل ما كان معه من مال وسبق للقتيل إبراهيم أن سافر قبل 6 سنوات إلى العراق موفدا من مستوصف عرعر بمهمة تمريض أيضا، فأصيب بشظية من القوات الأمريكية "ونقلوه إلى سوريا حيث اعتقلوه وحققوا معه ثم أفرجوا عنه وعاد إلى المستوصف" كما قال الشقيق. ثم غادر إبراهيم عرعر قبل شهر إلى بصرى الشام، المدينة التي زارها الرسول الأعظم وهو صغير برفقة عمه أبي طالب وتعرف فيها إلى الراهب بحيرى، بحسب الوارد في السيرة النبوية.
وكان القتيل إبراهيم، والكلام ما زال لشقيقه الذي كان صوته متهدجا حين تحدث إلى "العربية.نت" عبر الهاتف، نقل معه أكثر من 500 ألف ريال سعودي كانت بحسابه في البنك "لينفقها على إسعاف وتمريض الجرحى من الثوار في سوريا" وفق تأكيده. وذكر الشقيق محمد أن إبراهيم البخيتان ترك ميراثا كبيرا حصل عليه من عمله في حقل العقارات إلى جانب التمريض في عرعر، وحدد الميراث بأنه "قطعتان من الأرض كبيرتان مع بيتين أيضا". وأنهى محمد حديثه قائلا إن العائلة ما زالت تتلقى العزاء في منزلها بحي الفيصلية في عرعر البعيدة عند الحدود مع العراق بأقصى الشمال السعودي 1100 كيلومتر عن الرياض، وقال: "أخي مات وهو يقوم بعمل الخير، لذلك يأتي الكثيرون من الأقارب والأصدقاء إلى بيتنا لتقديم التهاني بدل التعزية".
والبخيتان هو ثاني سعودي يسقط قتيلاً في سوريا بعد حسين بندر خلف العنزي الذي قضى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين كان يزور أقاربه في حمص.