جرت في القاهرة عصر السبت جنازة عسكرية لتشييع اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المصري السابق، بحضور رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوي، وموفد عن الرئيس محمد مرسي، وسط هتافات معادية لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد تنديد من الأزهر بفتاوى تحرم الصلاة على المسؤول الراحل وانطلقت الجنازة من مسجد "آل رشدان" بمدينة نصر، وتقدم طنطاوي المشيعين، برفقة الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى، واللواء عبدالمؤمن فودة، موفدا عن مرسي، ورئيس الوزراء كمال الجنزوري، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وأم صلاة الجنازة مفتي مصر، علي جمعة، فيما احتشد الآلاف من أنصار اللواء سليمان داخل المسجد وخارجه، "ورددوا هتافات مطالبة بالحفاظ على مصر في هذه المرحلة المهمة، كما رددوا هتافات مناهضة للمرشد العام للإخوان المسلمين،" وفقاً لما نقله موقع التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وكان جثمان اللواء عمر سليمان قد غادر الولاياتالمتحدة الجمعة على متن طائرة خاصة أقلعت من مطار خاص بولاية أوهايو الأمريكية متجهة إلى القاهرة. وكان محمد جميعة، مدير عام الإعلام بالأزهر، قد صرح بأن الدعوات التي تحرِّم المشاركة في الصلاة على اللواء عمر سليمان "تنمُّ عن سطحية تفكير قائليها،وعدم إدراكهم لشرعهم الحنيف." وقال جميعة إن النبي محمد "قد وقف لجنازة يهودي.. فما بالنا إذا كان هذا الشخص قد مات على ملة الإسلام؟! هذه الروح التي نفخ الله تعالى فيها من روحه، وأسجد لها ملائكته، وجعل لها هذه الحياة معبرًا إلى الآخرة، فلا يجوز لمسلم أن يكفِّر أخاه المسلم." وأضاف مدير إعلام الأزهر في بيان السبت: لا يجوز لكائن مَن كان في بلد الأزهر الشريف أن يُفتي دون الرجوع إلى الأزهر الشريف وإلى علمائه؛ حتى لا يثير فتنة وبلبلة في أذهان الناس." وكانت الرئاسة المصرية قد حسمت الخميس الجدل حول طبيعة جنازة سليمان، فأشارت إلى أن القيادي السابق الذي آخر من احتل هذا المنصب في الأيام الأخيرة من حقبة الرئيس السابق، حسني مبارك، سيحظى بجنازة عسكرية وفقا للبروتكولات العسكرية، ليقطع بذلك الجدل حول القضية. وقال ياسر علي، القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئاسة "بعثت ببرقية عزاء لأسرة المسؤول الراحل كما أوفدت مسؤولا من الرئاسة لتقديم واجب العزاء لأسرته." وقد توفى سليمان فى مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدة، حيث كان قد أصيب بمرض في الرئة منذ بضعة أشهر، ثم حدثت له مشاكل في القلب، وتدهورت صحته بشكل مفاجئ منذ ثلاثة أسابيع، استدعى نقله إلى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية للعلاج، إلى أن توفى في ساعة مبكرة من صباح الخميس عن عمر يناهز 76 عاما. وعين الرئيس المصري السابق حسني مبارك سليمان نائبا له قبل أيام من الإطاحة به في انتفاضة شعبية العام الماضي، وكان يشغل قبل ذلك منصب مدير المخابرات، وعرف عنه غموضه، وشخصيته المؤثرة إقليميا. وتولى عمر سليمان، المولود عام 1936، منصب المدير العام للمخابرات المصرية منذ نحو 20 عاماً، وتحديداً منذ عام 1993، ويعتبر المحاور الرئيسي للأمريكيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري. وتناولت العديد من الوثائق المسربة على موقع "ويكيليكس" اسم عمر سليمان بوصفه الرئيس الانتقالي المحتمل بعد "تنحي مبارك." وتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكان له علاقات قوية مع الدول العربية، وحظي بقبول عند رموز الحكم في الدول العربية. وارتبط اسمه كذلك في اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى المحادثات الفلسطينية الفلسطينية، حيث تولى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.