يعد اختيار اندريا بيرلو أفضل لاعب في مباراة الدور قبل النهائي ببطولة اوروبا لكرة القدم 2012 رغم تسجيل ماريو بالوتيلي هدفين مبهرين لتفوز إيطاليا على المانيا 2-1 إشارة للسيطرة الكاملة لبيرلو على الفريق في الوقت الحالي. وركز الجميع على المهاجم بالوتيلي بعد الانتصار على المانيا في قبل النهائي لكن المجد ذهب لبيرلو الذي نال ما يستحقه من تقدير باختياره كأفضل لاعب في مباراة للمرة الثالثة أثناء البطولة. ونال بيرلو نفس الجائزة بأداء لا يضاهى في دور الثمانية توجه بركلة ترجيح سددها بهدوء بالغ من فوق الحارس الانجليزي بعد التعادل بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي. وسبق ذلك اختياره للجائزة حين تعادلت إيطاليا 1-1 مع كرواتيا في مرحلة المجموعات حين سجل هدفا نادرا أن ترى مثله في البطولات الكبرى هذه الأيام بتسديدة من ركلة حرة. ولا ينبغي لهذا أن يفاجيء أحدا تابع مسيرة بيرلو الذي لعب إلى جانب عدد من اللاعبين العظام ولديه من الألقاب ما يثبت ذلك بالفوز بكأس العالم ودوري أبطال اوروبا إلى جانب ألقاب في المسابقات المحلية في إيطاليا. لكن بعد أن غاب عن معظم مشوار إيطاليا السيء في كأس العالم 2010 بسبب الإصابة وبعد أن وصل الآن إلى 33 عاما فإن بيرلو يبدو وكأنه عاد لهذه البطولة بعد فترة من السبات. وبالطبع لم يكن بيرلو بعيدا ورغم قرار ميلانو العام الماضي بأنه لم يعد في أفضل حالاته فإن بيرلو أثبت خطأ هذه التقديرات بعد أن قاد فريقه الجديد يوفنتوس للقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي هذا العام. وحمل بيرلو ذلك التألق إلى بطولة اوروبا فقدم عرضا ممتازا حين تعادلت إيطاليا مع اسبانيا المدافعة عن اللقب 1-1 في المباراة الأولى قبل مواجهتها مرة أخرى في النهائي غدا الأحد. وصنع بيرلو لزميله انطونيو دي ناتالي الهدف الوحيد الذي تلقته شباك اسبانيا في البطولة حتى الآن وسبب مشاكل لبطل العالم بسلسلة من التمريرات المتقنة والتحركات الخادعة. ويفضل بيرلو اللعب في مركز صانع اللعب المتأخر في وسط الملعب وهو المركز الذي أصبح نادرا في كرة القدم الحديثة. وفي نهاية مباراة دور الثمانية ضد انجلترا كان بيرلو بالفعل يلعب دور المايسترو بتحكمه في إيقاع اللعب وسرعته. ويستفيد بيرلو من سرعة بالوتيلي ومهارات انطونيو كاسانو ويوفر هذا الثنائي لإيطاليا القدرة على شن هجمات مرتدة مؤثرة لا تقدر عليها فرق كبرى كثيرة حاليا. وأدرك يواكيم لوف مدرب المانيا مدى خطورة بيرلو قبل لقاء الدور قبل النهائي وقال "بيرلو يمر بحالة تجدد الآن. بعد 2010 اعتقدنا أن مستواه قد تراجع.. لكنه مخطط بارع ويمرر كرات بينية رائعة ويمكنه تمريرها في أماكن مؤثرة." وعرف لوف والمانيا ذلك دون أن النجاح في منعه فمرر بيرلو 86 كرة وفقا لإحصاءات الاتحاد الاوروبي لكرة القدم. وتكن اسبانيا التي عاينت قدراته ومهاراته بنفسها قبل ثلاثة أسابيع تقديرا مماثلا لبيرلو. وقال سيرجيو راموس مدافع اسبانيا والذي قلد طريقة بيرلو في تسديد ركلة الترجيح حين نفذ ركلته في قبل النهائي ضد البرتغال "بيرلو لاعب فريد. بتمريرة واحدة يمكنه فتح الدفاع ووضع زميله في مواجهة مدافع واحد. إنه اللاعب الذي يصنع الفارق. يسيطر ويهيمن على المباراة." ويفضل بيرلو نفسه أن يترك لغيره الحديث عنه ويسارع عادة الى الابتعاد عن عبارات الثناء. لكنه يدرك كيف تطورت ثقة إيطاليا أثناء البطولة لتصبح على قدر مواهبها وستخوض المباراة النهائية في كييف بمشاعر إيجابية. وقال بيرلو "نحن نستمتع بكرة القدم مرة أخرى.. لدينا الإمكانيات ولدينا النهم لتحقيق النجاح."