انقسم الشارع المصري قبل ساعات من صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية بين ساحتين، إذ تجمع أنصار المرشح محمد مرسي، المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، في ميدان التحرير، بينما احتشد الآلاف أمام نصب "الجندي المجهول" دعماً للمجلس العسكري، بحضور أنصار المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء بعهد الرئيس السابق، حسني مبارك. وأظهرت الصور التي نقلها التلفزيون المصري الرسمي وجود حشود كبيرة قرب نصب "الجندي المجهول" وقدر التلفزيون أعداد المتجمعين بنحو مليون شخص، وقال موقع الأهرام شبه الرسمي أن المسيرات المؤيدة لشفيق "تتوافد بكثافة إلى طريق النصر أمام النصب التذكاري، والجديد وصول مسيرات من محافظات مختلفة هناك." وبالمقابل، استمر الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة، ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لمرسي، مع غلبة شعارات ذات طابع ديني، وفقا لموقع التلفزيون. وردد المتظاهرون في الميدان- والذين ينتمون بمعظمهم لجماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي، هتافات تطالب المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة، كما شددوا على رفضهم للإعلان الدستوري المكمل ومطالبتهم باستمرار عمل اللجنة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور. وكانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قد أعلنت أن نتائج الانتخابات ستصدر في الساعة الثالثة عصر اليوم الأحد، بتوقيت القاهرة، وذلك بعد ساعات من تناقل شائعات حول إمكانية إعلانية السبت، نفاها رئيس اللجنة، المستشار فاروق سلطان. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية المصرية قد نقلت عن سلطان قبل ساعات نفيه صحة ما تناقلته بعض الصحف ووسائل الإعلام من أن اللجنة ستقوم السبت بإعلان النتيجة النهائية لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة. وقال المستشار سلطان إن كافة ما نشر حول تحديد موعد إعلان النتائج "غير صحيح جملة وتفصيلا،" مشيرا إلى أن اللجنة "منعقدة حاليا بكامل تشكيلها ولا تزال تستكمل فحص الطعون المقدمة من المرشحين المتنافسين محمد مرسي وأحمد شفيق على نتائج بعض اللجان الانتخابية." وأضاف أن اللجنة إذا ما انتهت السبت من استكمال فحص الطعون، ستقوم بتحديد موعد إعلان النتائج النهائية لجولة الإعادة وما تم في الطعون التي قدمت إلى اللجنة من مرشحي الرئاسة، مؤكدا أن تحديد موعد إعلان النتائج "لن يتم قبل الانتهاء تماما من فحص كافة الطعون والفصل فيها." وكان رئيس الوزراء المصري، كمال الجنزوري، قد عقد مؤتمراً صحفيا السبت، أعلن فيه أن حكومته ستنهي عملها في 30 يونيو/حزيران الجاري، وطالب الوزراء في حكومته بإعداد وثيقة عمل تتضمن مقترحات ورؤية سيتم تقديمها للحكومة المقبلة. ونفى الجنزوري في مؤتمره هروب أي من رجال الأعمال بمصر.. متسائلا "لماذا يهربون من بلدهم.؟" وأوضح أن الحكومة "بذلت أقصى جهودها من اجل تعافي الاقتصاد المصري وفي ظل ظروف صعبة لا تنسى." وقال الجنزورى إن مصر "تحتاج في هذه المرحلة إلى ائتلاف وتكاتف،" داعيا الجميع إلى "التعاون لما فيه خير مصر،" وطالب كل التيارات والقوى السياسية بالتصالح. وأكد الجنزوري في كلمته أنه لا يقف مع طرف دون آخر، وقال إنه يوجه دعوته "كمواطن ريفي بسيط لا ينتمي إلى أي تيار..وإنما ينتمي إلى مصر الوطن" على حد تعبيره.