تضاربت الأنباء الصادرة من حملتي كلا المرشحين بانتخابات الرئاسة في مصر، حيث تمسكت كل حملة بحصول مرشحها على أكبر نسبة من الأصوات، رغم أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قالت إنه لن يتم إعلان النتائج النهائية قبل الخميس القادم. وفيما كانت معظم التقارير تشير إلى تقدم مرشح جماعة "الإخوان المسلمون"، الدكتور محمد مرسي، بنسبة تصل إلى 52 في المائة، بعد فرز ما يزيد على 90 في المائة من أصوات الناخبين، أكدت حملة الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، أن مرشحها يتقدم على منافسه بنحو 250 ألف صوت. وقال المتحدث الإعلامي للحملة، أحمد سرحان، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن فارق الأصوات، الذي يتقدم به شفيق على مرسي، "قابل للزيادة.. بعد استبعاد الأصوات الباطلة." وفيما دعا سرحان الشعب المصري إلى انتظار إعلان النتائج الرسمية، فقد أكد أنها "ستكون مختلفة تماماً" عن النتائج التي أعلنتها حملة الدكتور مرسي، وذلك نظراً لإضافة حملة الأخير عدد كبير من الأصوات الباطلة إلى المجموع النهائي، في عدد من اللجان بمختلف محافظات مصر، على حد قوله. وفي وقت مبكر من فجر الاثنين، أعلنت حملة الدكتور محمد مرسي فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية، بموجب النتائج، التي وردت إلى مندوبي الحملة، ومن خلال محاضر الفرز في جميع لجان الانتخابات، والموقعة من القضاة رؤساء تلك اللجان. وذكرت "حملة الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر"، في بيان تلقته CNN بالعربية، أن تلك النتائج تشير إلى حصول مرسي على 13 مليون و237 ألف صوت، بنسبة 52 في المائة، وحصول منافسه الفريق أحمد شفيق على 12 مليون و338 ألف و973 صوت، بنسبة 48 في المائة. وفي أعقاب ذلك، وجه الدكتور مرسي كلمة مقتضبة، أكد فيها أنه جاء برسالة سلام لكل من يريد السلام، مشدداً على أن الشعب المصري، سواء من صوت له ومن لم يصوت له، لهم التقدير والعرفان، وجميعهم متساوون في الحقوق والواجبات، مشدداً على أن كل المصريين، مسلمين ومسيحيين سواء، معتبراً نفسه أنه "خادم وأجير" عندهم. وتعليقاً على تبادل كلا الفريقين إعلان فوز مرشحه، أكدت لجنة الانتخابات عدم مسؤوليتها عن تلك النتائج، وقال المستشار عمر سلامة، عضو الأمانة العامة للجنة، إن اللجنة ستعلن النتائج الرسمية في الموعد المحدد لها الخميس المقبل، وأوضح أن "هناك أصوات لم يتم فرزها بعد، وهناك طعون سيتم النظر فيها." وفي وقت لاحق من مساء الاثنين، قال مصدر قضائي مسئول بلجنة الانتخابات الرئاسية إن اللجنة بدأت في تلقي نتائج عمليات التصويت في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، التي جرت على مدى يومي السبت والأحد، من اللجان الانتخابية العامة على مستوى محافظات الجمهورية. وأشار المصدر إلى أن اللجنة ستتلقى خلال الساعات القادمة كافة محاضر إحصاء وتجميع أصوات الناخبين من اللجان العامة، وأنها حالياً تقوم بالتدقيق ومراجعة كافة المحاضر، التي وردت إليها من اللجان العامة، للتأكد من صحة عمليات الجمع والإحصاء، التي اضطلعت بها. ولفت المسؤول القضائي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، دون أن تكشف عن اسمه، إلى أن اللجنة تبذل جهوداً مكثفة، وتعمل على قدم وساق للانتهاء من عملية المراجعة والإحصاء على مستوى الجمهورية، وصولاً إلى النتيجة الإجمالية لعدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح. وأوضح المصدر نفسه أن عملية المراجعة تتضمن مطابقة الأرقام الواردة من لجان الاقتراع الفرعية لأصوات الناخبين، مع محاضر الجمع والإحصاء، التي قامت بها اللجان العامة، للتأكد من الدقة المتناهية لعدد أصوات الناخبين لكل مرشح. وقال إن اللجنة ستبدأ الثلاثاء في تلقي الطعون من المرشحين على نتيجة الانتخابات، وفحص تلك الطعون على وجه السرعة، والفصل فيها في اليوم التالي، على أن يتم إعلان النتائج النهائية بصورة رسمية الخميس القادم.