لم تهدأ الزوبعة التي أحدثها الدكتور طارق السويدان أحد مفكري ومنظري حزب الاخوان المفلسين بقوله جواز الاعتراض على الله وعلى رسوله من باب حرية الرأي وإطلاق الفكر حتى ظهر علينا من هو أشد تحررا فكريا ومخالفة للنصوص الشرعية الصحيحة التي جاءت في القرآن والسنة بزعم التفاؤل وحب التسامح مع الآخرين وحسن الظن بهم.فقد ظهر علينا مفكر ومنظر آخر ينافس السويدان في الانبهار بالنصارى واليهود سواء أكان يشعر بذلك أم لا يشعر وذلك بعدم اعتقاده ان اليهود والنصارى ليسوا مخلدين في النار.ففي سؤال أرسله أحد المغردين للدكتور صلاح الراشد حول اليهود والنصارى وهل هم مخلدون في النار؟ ظهر الدكتور الراشد - الذي اصدر أخيرا ألبوما غنائيا مغلفاً بماركة (اسلامي) يحتوي على معازف وموسيقى دون ان ينكر عليه أحد من منتسبي حزب الاخوان - ظهر علينا باجابة تقشعر منها الأبدان لما فيها من جهل صريح بأحكام وأسس الشريعة الاسلامية الصحيحة. فالراشد أجاب بعدم اعتقاده بخلود النصارى واليهود في النار بل زاد على ذلك عدم اعتقاده بعدم خلود إبليس لعنه الله في النار!.فقد جاءت اجابة الراشد بقوله «لا اعتقد ان أحداً مخلد في النار، ولا أبليس». فرغم ان النصوص الشرعية تدل على كفر اليهود والنصارى مصداقا لقوله تعالى في سورة التوبة الآيات (31-30) {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا الَّا لِيَعْبُدُوا الَهًا وَاحِدًا لَا الَهَ الَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(31)} وقوله تعالى أيضا في سورة المائدة الآية(72) {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا ان اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي اسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ انَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} وقوله تعالى كذلك فيمن كفر به ومنهم اليهود والنصارى التي أقرت الآيات السابقة بكفرهم في سورة النساء الآيات(168-167) {انَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً الا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وكان ذلك على الله يسيرا}. وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به الا كان من أصحاب النار». فرغم وجود هذه النصوص الشرعية وغيرها من نصوص كثيرة تدل على كفر وخلود النصارى واليهود في النار الا ان الراشد لم يعتقد بعدم خلودهم في النار بل زاد باعتقاده ان الشيطان اللعين أيضا ليس مخلدا في النار!. فهذا الكلام يدل إما على عدم تصديق كلام الله تعالى أو جهل بأبسط أحكام وأسس الدين الاسلامي الصحيح. فقد قال الله تعالى في كفر وخلود ابليس في النار في سورة الحشر الاية(17-16) {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ اذْ قَالَ لِلْانْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ انِّي بَرِيءٌ مِنْكَ انِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ(17)} وقد جاء في الحديث الصحيح الثابت الذي رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت» وهذا دليل قاطع على ان اقامة أهل النار فيها على الدوام بلا موت، ولا حياة نافعة ولا راحة، كما قال تعالى في سورة فاطر الآية (36) {لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} فكيف للراشد من ان يعتق ابليس من الخلود في النار باعتقاده عدم خلوده فيها؟! أسأل الله له الهداية وأن يحمي شباب المسلمين من مثل هذه الافكار وكل من يتبنى هذا الفكر المعوج. (حمد سالم المري) نقلا عن الوطن الكويتية