أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دعم موسكو الكامل لمهمة كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية. واضاف لافروف في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الروسية السبت 17 مارس 2012 "عنان اطلع القيادة السورية على مقترحاته، ويمكنني أن أؤكد ان تلك المقترحات لا تنص على تنحي الرئيس الاسد. أعتقد ان على السوريين اقرار مصير بلادهم بأنفسهم، أما روسيا فستؤيد أية اتفاقية سيتم التوصل اليها في اطار حوار سياسي شامل بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة". وتابع "أشدد مرة أخرى على أننا ندعم بقوة ما يقوم به المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية ". واستطرد "نعتقد ان على القيادة السورية دعم طرق معالجة الأزمة التي تقدم بها عنان بسرعة، ونرتقب من المعارضة السياسية والمسلحة في سورية أن تتبنى نفس الموقف، حيث أنه لا يمكن بدء عملية المصالحة ومن ثم انطلاق حوار وطني شامل إلا بعد موافقة (طرفي النزاع) المبدئية على قبول ما يقترحه المبعوث الخاص". وتوقع الوزير الروسي وصول وفد للمعارضة السورية الى موسكو قريبا ، مؤكدا أن بلاده لا تدعم أيا من أطراف النزاع في سورية، , وقال: "أكرر مرة أخرى اننا لا ندعم الحكومة السورية . نحن ندعم ضرورة بدء عملية التسوية السياسية، مما يتطلب وقف العنف أولا". وأكد لافروف مواصلة جهود موسكو في هذا الصدد، قائلا ان "الجانب الروسي سيفعل كل ما في وسعه من أجل تحقيق هذا الهدف، بغض النظر عن القرارات التي تتخذها الحكومة السورية"، وأضاف ان موسكو "ليست موافقة مع الكثير من تلك القرارات". وذكر ان روسيا دعت المعارضة السياسية في اطار اتصالاتها مع برهان غليون (رئيس المجلس الوطني السوري) وغيره من زعماء المعارضة الى الابتعاد عن عسكرة المعارضة وعن عصابات مسلحة تقوم بأعمال استفزازية ترد عليها الحكومة السورية في الكثير من الأحيان بقوة مفرطة ، لكن ما يجري الآن هو عسكرة المعارضة. وحذر لافروف من أن اتخاذ قرارات غير متوازنة بشأن سورية قد يسفر عن عواقب وخيمة، موضحا ان "سورية دولة متعددة الطوائف واذا تم الاخلال بهذا العامل لدولة ذات تركيبة داخلية معقدة.. فقد يسفر ذلك عن عواقب وخيمة". كان عنان قد زار سورية السبت الماضي والتقي الرئيس الأسد في اطار الجهود الرامية لوضع حد للنزاع الدائر في البلاد . وقالت مصادر واسعة الاطلاع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هناك مقترحا من عنان إلى سورية يدعو الى اجراء "حوار" بين السلطة والمعارضة برعاية الأممالمتحدة".