فشلت أسرة الكاتب المصري الساخر جلال عامر الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح الأحد 12 فبراير الجاري في تنفيذ وصيته بالتبرع بقرنيته لمصابي ثورة 25 يناير. وقال نجله رامي في تعليق مقتضب تناقلته صفحات فيس بوك: "لم تنجح الأسرة في تنفيذ وصية جلال عامر بالتبرع بقرنيته بعد وفاته، لعدم وجود بنك قرنية في الإسكندرية". ورغم أن وفاة جلال عامر الملقب ب"أمير الساخرين" مثلت في حد ذاتها صدمة لأبناء مدينة الإسكندرية، فإن هذا التعليق زاد من الإحساس بالمرارة والحزن الذي عبر عنه كثيرون في تعليقات استقبلتها صفحات فيس بوك. وكتب محمد فايز: "إحساس كبير بالمرارة نعيشه في الإسكندرية.. رسمت الابتسامة على وجوهنا طوال حياتك، ولم ننجح في تنفيذ وصيتك". وتساءلت ياسمين محسن عن أسباب عدم وجود مثل هذه البنوك، واعتبرت ذلك أحد مظاهر التخلف التي عاش عامر يدعو إلى تغييرها، وقالت: "لا نملك إلا الاعتذار لك.. لكن إن شاء الله يكتب الله لك هذا الأمر في ميزان حسناتك بحكم النية". كان عامر قد وافته المنية إثر إصابته بأزمة قلبية حادة خلال مشاركته في مظاهرة ضد المجلس العسكري نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية، وكانت آخر كلماته التي قالها بالمظاهرة وهو يبكي: "حرام المصريين يموتوا بعض". ومن أشهر المقولات التي قالها الكاتب الساخر وتداولها الشباب على فيس بوك بعد وفاته: "عندنا في مصر استبدال (صمام القلب) أسهل من استبدال (النظام)، فالأولى تحتاج إلى (مجدي يعقوب) والثانية تحتاج إلى (صبر أيوب)"، وقوله "نريد رئيسًا لا يرفعون عنه الستار كأنه تمثال فرعوني أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجاري، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ و يُحاكم إذا أخطأ"، وقوله –أيضًا-: "الذي يمسك العصا من المنتصف ينوي أن (يرقص) لا أن (يرفض)". يذكر أن وفاة عامر ابن الإسكندرية جاءت بعد يومين من وفاة خبير التنمية البشرية الشهير د.إبراهيم الفقي ابن المدينة نفسها والشهير بدعوته الدائمة نحو التفاؤل، وعبر شباب المدينة عن حزنهم برحيل الاثنين من خلال بوسترات انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تحمل عبارة "الفقي رحل بالتفاؤل، وعامر رحل بالابتسامة".