وجه مبتعثون سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، خطابا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عبروا فيه عن استياءهم من الاتهامات التي أوردها أحد المشايخ تتناولهم في الجانب الأخلاقي ، كما وجهوا شكواهم أيضا إلى وزارة التعليم العالي وملحقيات بلادهم، إضافة إلى المهتمين بشؤونهم . وجاء في البيان، الذي وقع عليه مئات الطلاب السعوديين من مختلف أنحاء العالم، وموجها إلى من يهمه الأمر «نثق بكم بعد الله بأن تمدوا يد العون لنا للخلاص من هذه الأزمة، التي لاتزال تحاول زعزعة الكثير فينا، وكأن العلم كفر نحارب عليه، رغم أننا بخطواتنا نسلك طرق الجنة، فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة». وجاء هذا الخطاب بعد كثير من الاتهامات التي طالت المبتعثين تحديدا، واتهمتهم بالفساد الأخلاقي، كان آخرها ما نقله الداعية السعودي محمد العريفي عبر صفحته الاجتماعية قائلا إنها رسالة من طالب مبتعث، ونشرت مواقع إخبارية أن العريفي يطالب بإجراء تحليل دم المبتعثين في المطار، وهو ما نفاه العريفي، وقال إنه افتراء، وسبقه ما قاله الداعية حسن القعود إن ما يقارب 80% من الطلاب المبتعثين في بريطانيا يتعاطون الخمور، وبعد إثارة جدل، اعتذر القعود، ونسب المعلومات التي وصلته إلى عدد من رؤساء الأندية الطلابية السعودية الذين نفوا ذلك. ودافعت أوساط سعودية، وخصوصا كتاب الصحف، عن الطلبة المبتعثين، معتبرين أن الهجوم عليهم يمثل محاولة لتقويض مشروع الابتعاث. وأشار هؤلاء الطلاب في خطابهم إلى العقبات التي يواجهونها في سبيل تحقيق هدفهم، خاصة في دول تختلف أنظمتها عن الأنظمة التي تعودوا عليها في بلادهم. وأكدوا أن التضحيات التي قدموها من أجل إتمام تعليمهم بعيدًا عن ذويهم، "لم تكن في سبيل الانحطاط الأخلاقي، وإنما لرفع رايةِ العلم في كل زاوية في الوطن". وأوردوا نقاطًا عدة، موضحين من خلالها أمورًا قد يغفل عنها بعضهم، منها أن وزارة التعليم العالي تنتقي الطلاب بعد فرز دقيق وبعد تحقيق شروط لا تتوافر لدى جميع المتقدمين بطلب الإبتعاث "فغالبيتنا طلبةٌ، كنا ومازلنا مجتهدين، نطلبُ العلم لأجل بناء الوطن، لا لأجل العبث فيه، كما يدّعي البعض"، وأن الموقع الجغرافي لا يؤثر على المستويات العقلية والثقافية والدينية بحسبهم. مشيرين إلى عدم تخليهم عن أخلاقهم وقيمهم "لأنّ تربيتنا وثّقت فينا الإسلام كعمادٍ نستندُ إليهِ في وقت الصعاب، ولن نتخلى عن أخلاقنا وقيمنا الإسلامية مهما كلفنا الأمر، وهذا الميثاق وقعنا عليهِ منذُ ولادتنا في دولةٍ إسلامية، لم تقم فيها كنيسة ولامعبد". واستشهدوا من خلال النقاط التي سردوها بحكايات النجاحات التي يحققها الكثير منهم وتزخر بها الصحف، وأوضحوا أن وجودهم في جامعات عريقة من شأنه أن "يعكس صورة إيجابية في تاريخ الوطن"، ويدرس أكثر من 120 ألف طالب سعودي في بلاد مختلفة حول العالم، وخصوصاً في دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ضمن برنامج ابتعاث دشَّنه العاهل السعودي، يشمل دراسات جامعية وعليا في تخصصات شتى. وعدّ الطلاب التعميم بالحكم من الجهل، وأن القلة الذين انحرفوا عن المسار الصحيح لا يعبّرون عن جميع المبتعثين، وقالوا:”اتهامنا بالانحراف وتأليب الرأي العام حول الابتعاث والمبتعثين والمبتعثات يعني أنّ الغالبية تعيش الفساد، وهذا غير مقبول البتة، نحنُ نعيشُ تفاصيل تغربنا، ونستطيعُ أن نحكم عمّا نرى ونعيش لا عمّا نسمع!، إضافة إلى هذا.. فمستوياتنا العقلية لن تسمح لنا بالمكوث ساعاتٍ نكتبُ مقالاً حتى نؤكد حقيقة هي بارزة للجميع، إلا من شاء أن يظللها بأكاذيب باطلة أو تعاميم لا صلة لها بالواقع”. وختم الطلاب خطابهم بالمطالبة بالتعجيل في وضع حدّ لما يقال عنهم، مؤكدين أن ثقتهم بأنفسهم كانت سبب صمتهم، وأنهم على قدر كاف من المسؤولية، وعدّوا الميزانية التي تصرفها حكومة بلادهم أمانة في رقابهم، لا يمكنهم التهاون فيها.