قرر الجيش الأمريكي الأحد تأجيل تدريبات مشتركة كان يعتزم القيام بها مع نظيره الإسرائيلي، وذلك قبل زيارة يقوم بها رئيس الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرالي مارتن ديمبسي، في خطوة أشارت التقارير إلى أنها تهدف لعدم إرسال رسائل غير مرغوبة، على خلفية التوتر الإقليمي مع إيران. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الاثنين 16 يناير 2012 عن مصادر أمنية لم تسمها أن إلغاء التمرين المشترك الذي كان مقررا القيام به بعد عدة أشهر "تم لاعتبارات عملياتية،" ونقلت عن مصدر آخر أن بين أسباب الإلغاء "الرغبة في عدم تصعيد الموقف وكون توقيت التمرين حساسا." وبحسب الإذاعة فإن تكلفة التدريب كانت باهظة، إذ كان من المقرر أن يشهد مشاركة الآلاف من جنود البلدين، ومن المقرر أن يصل ديمبسي خلال الأيام القليلة المقبلة إلى إسرائيل. من جانبه، قال مصدر عسكري أمريكي طلب من CNN عدم الكشف عن هويته إن التدريبات تأجلت بالفعل إلى موعد لاحق من العام الجاري، لكنه نفى معرفته بسبب ذلك. ومنذ أن أطلقت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الحيوي، في حال استمر الضغط الغربي عليها، تزايدت حدة التوتر في المنطقة والعالم، وأخذ المسؤولون الغربيون في الدخول في حرب كلامية مع الجمهورية الإسلامية، غير أن ردة الفعل العربية لم تكن واضحة. ومضيق هرمز الاستراتيجي، هو المخرج الوحيد من الخليج، والذي مر عبره نحو 17 مليون برميل من النفط يوميا في عام 2011، وفقا لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية، وإغلاقه سيعد كارثة على دول الخليج ومصالح دول العالم. وقد أعلنت المملكة المتحدة قبل أسبوع أنها تخطط لإرسال سفينة حربية إلى مياه الخليج، في تحرك يعقب انتقادات غربية لتهديدات إغلاق المضيق هرمز. ووصفت وزارة الدفاع البريطانية خطة نشر المدمرة "هتش. ام. أس. ديرنغ" بأنها مرتبة سلفاً و"روتينية تماماً بغرض استبدال فرقاطة متمركزة في منطقة الخليج. وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الفائت، لوحت الجمهورية الإسلامية ء بإغلاق الممر المائي، الذي يعتبر شرياناً أساسياً لتدفق النفط إلى الأسواق العالمية، في حال جرى فرض حظر على صادراتها النفطية، وذلك على لسان محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني. وقال رحيمي إن "قطرة نفط واحدة لن تمر عبر مضيق هرمز إذا كان مقررا فرض حظر علي النفط الإيراني،" وأضاف المسؤول الإيراني: "إيران لا ترغب بإثارة العداء واستخدام القوة، وشعارها هو الصداقة والأخوة، إلا أن الغربيين لا يريدون التخلي عن مخططاتهم." وتزامن التهديد الإيراني مع مناورات ضخمة أجرتها البحرية الإيرانية في مياه الخليج. ويذكر أن إيران تعرضت لسلسة عقوبات تجارية واقتصاديها لثنيها عن مواصلة برنامجها النووي الذي تقول عواصم غربية إنه يحمل طابعاً عسكرياً، بينما تصر طهران على أهدافه المدنية.