قرر المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر المقررة في وقت لاحق من العام الجاري، قائلا في بيان إنه لن يترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا في "إطار نظام ديمقراطي حقيقي". وأوضح البرادعي، ببيان صادر عن مكتبه، إن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفع مصر بعيدا عن أهداف الثورة، مؤكداً أنه سيعمل على تمكين الشباب من المشاركة الفعالة في العمل السياسي. ويشار إلى أن ثورة الشباب في 25 يناير الماضي نجحت في الإطاحة بالرئيس السابق، حسني مبارك، في 11 فبراير، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في منتصف العام الحالي. وبرر المدير السابق للوكالة الذرية الحائز على جائزة نوبل للسلام انسحابه من خوض السباق الرئاسي "ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها". وجاء الانسحاب المفاجئ للبرادعي بعد لقائه الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الجمعة، حيث أكد خلال الاجتماع، وبحسب ما نقلت موقع أخبار مصر عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الحكومات المنتخبة القادمة ستحترم رأي الشعب وأن على الإدارة الأمريكية أن توقع تغييراً في السياسة الخارجية المصرية مستقبلاً. يذكر أنه في أواخر نوفمبر الفائت، أبدى البرادعي استعداده للتخلي عن الترشح للرئاسة وقيادة حكومة إنقاذ وطني إبان ذروة الاحتجاجات العنيفة التي طالبت المجلس العسكري، الذي يدير شؤون البلاد، بتسليم الحكم فوراً إلى سلطة مدنية. وأكد البرادعي، وفق ما نقل موقع أخبار مصر الرسمي، استعداده للاستجابة لطلب شباب الثورة وقوى الثورة المجتمعة في ميادين مصر والقوى السياسية والاضطلاع بمسؤولية تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمثل كافة القوى الوطنية، على أن تكون لهذه الحكومة الصلاحيات الكاملة لإدارة المرحلة الانتقالية واستعادة الأمن وإحياء الاقتصاد وتحقيق أهداف الثورة المصرية. وذكر المكتب الإعلامي للبرادعي حينها أنه إذا ما طُلب منه تشكيل مثل هذه الحكومة رسميا فإنه على استعداد للتنازل عن فكرة الترشح للرئاسة.