فجر المرشح المحتمل للرئاسة والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، أمس مفاجأة للأوساط السياسية بقرار انسحابه من سباق الترشح على منصب رئيس الجمهورية في مصر. وأرجع البرادعي قرار انسحابه من الترشح إلى عدة أسباب أهمها قناعته بأن المجلس العسكري، الذي يمثل السلطة الانتقالية، يدير البلاد بديمقراطية شكلية، واصفاً القادة العسكريين بأنهم مثل ربان يتخبط بين الأمواج دون بوصلة واضحة ، رافضا أي مساعدة وكأن ثورةً لم تقم وكأن نظاماً لم يسقط، وذلك قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، والتي كان “البرادعي” أحد الداعين لها. وكان الدكتور البرادعي عقد لقاءً مغلقاً بمقر حملته في حي جاردن سيتي مع عدد من الشخصيات العامة، والصحفيين والمفكرين والنشطاء السياسيين، لمناقشة قرار انسحابه من انتخابات رئاسة مصر، وأعلن البرادعي عقب اللقاء انسحابه وقرأ بيانا قال فيه “قررت عدم الترشح لمنصب رئاسة مصر لأن النظام السابق لم يسقط، وضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة في أي منصب رسمي إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي”، مؤكدا أن “الثورة ستستمر مادام ضمير الأمة حياً”، وأضاف “سأعمل على تمكين الشباب من المشاركة السياسية وأنا على ثقة أنهم سيقودون البلاد للأفضل”. وأضاف “تحملت الكثير من الإساءة والكذب والتدني الخلقي، قبل قيام الثورة وبعدها، من جانب نظام ترتعد فرائصه من قول الحق، آخذًا على نفسي عهدًا ألا ألتفت إلى هذه الإساءات وأن أركز جهدي على ما فيه المصلحة العامة، ولكني أكدت- ومنذ البداية- أن ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها”. ووصف النائب بالبرلمان والمنسق السابق لحملة دعم “البرادعي رئيساً”، مصطفى النجار انسحاب البرادعي من سباق الرئاسة بأنه أمر مؤلم، وأضاف “إذا كان قراره نهائيا فلابد أن يكون لصالح مرشح ثقة يتكاتف الجميع معه”، وتابع “لا أتخيل أن النهاية هكذا أبدا”، وأبدى الحقوقي جمال عيد، أحد المعروفين بتأييد “البرادعي”، حزنه لابتعاد الرجل، فيما اعتبر الناشط وائل غنيم، أن القرار لا يستدعى الهجوم عليه.