استبعدت جامعة الدول العربية إمكانية بحث موضوع سحب بعثة مراقبيها من الأراضي السورية بعد أن تعرضت لانتقادات واسعة، وذلك قبل اجتماع يعقد الأحد 8 يناير 2012 في مقر الجامعة بالقاهرة لتقييم أداء البعثة. وتراجع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري بقيادة قطر تقرير عن البعثة التي أوفدت قبل أسبوعين إلى سورية للتحقق من امتثال حكومة دمشق لخطة عربية تهدف إلى إنهاء الحملة العنيفة التي تشنها ضد المعارضة. وأشارت مقتطفات تم تسريبها إلى أن تقرير البعثة سيكشف عن استمرار العنف من قبل الحكومة السورية ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، حسبما ذكرت قناة الجزيرة الفضائية. وتابعت القناة أن التقرير يذكر أن السلطات السورية تحتجز معتقلين في أماكن مجهولة. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عدنان عيسى يوم السبت إن اللجنة الوزارية المعنية بسورية لن تناقش احتمال سحب المراقبين من البلاد قريبا. ونفى عيسى في تصريحات للصحفيين في القاهرة مسا السبت 7 يناير وجود حديث من اي دولة عربية عن سحب المراقبين العرب من سورية . وتابع أن الدول العربية تفضل تقديم مزيد من الدعم للمراقبين وتزويدهم بمعدات أفضل لأداء عملهم. وأضاف عيسى أن عدد المراقبين العرب وصل إلى 163 مراقبا بعد انضمام 10 من الأردن. في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عربية عن بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض قولها إن الجامعة العربية يجب أن تعترف أن مهمتها لمراقبة الوضع قد فشلت وأنه ينبغي عليها أن تسلم المهمة إلى الأممالمتحدة. من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، رئيس اللجنة، إن دمشق لم تنفذ الخطة العربية التي تهدف إلى إنهاء 10 أشهر من إراقة الدماء. وأعرب بن جاسم للجزيرة عن أسفه العميق لأن الأخبار الواردة من سورية ليست جيدة. يأتي هذا في الوقت الذي تعهدت فيه سورية بالرد ب "قبضة من حديد" على التفجير الذي وقع في وسط دمشق وأسفر عن مقتل 26 شخصا أول أمس. وقال وزير الداخلية محمد الشعار في التلفزيون السوري "سنضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن بلادنا أو مواطنيها" . وشارك عدة آلاف من السوريين في تشييع جثامين ضحايا التفجير الذي استهدف حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق وأودى بحياة 26 شخصا وإصابة نحو 60 آخرين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن عدة مدن سورية شهدت تظاهرات استنكارا "للعمل الإرهابي الذي وقع في حي الميدان بدمشق ورفضا للتدخل الخارجي في شئون سورية الداخلية ودعما للقرار الوطني" . وشيعت من مشفيي "تشرين" و"حمص" العسكريين إلى مثاويهم الأخيرة "جثامين 8 شهداء من الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وحماة وريف دمشق ودمشق ودرعا" حسبما ذكرت "سانا". واتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد ب"تدبير" التفجير، وهو الثاني خلال أسبوعين، لكسب التعاطف الدولي. وقال ناشط سوري ومقره لبنان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المنطقة أغلقت قبل وقت قصير من وقوع الانفجار وتم تحذير المواطنين في المنطقة من الخروج من منازلهم". وقال مشترطا عدم ذكر اسمه إنه بعد وقت قصير من الانفجار، شوهدت قوات الأمن وهي تضع متعلقات شخصية بالقرب من الحافلة التي تأثرت جراء الانفجار. من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقاهرة يوم السبت في سياق تنديده بالتفجير إنه "قلق للغاية بسبب تفشي العنف في سورية". ووقع انفجار الجمعة بعد أسبوعين من تفجير انتحاري مزدوج شهدته دمشق وأسفر عن مقتل 44 شخصا وإصابة 166 آخرين. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى مقتل أكثر من 6000 شخص في الاشتباكات بين المحتجين المطالبين بالإصلاح والقوات الحكومية السورية والتي بدأت في آذار/مارس الماضي.