اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكيةأن إعلان طالبان عن عزمها فتح مكتب سياسي لها في قطر هو خطوة أولى نحو محادثات السلام, غير أنها استطردت في الوقت ذاته أن المحادثات مع حركة طابان الأفغانية لن تكون سهلة. وتساءلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني عما إذا كان من الممكن بعد أعوام من الشد والجذب بين الجانبين أن تبدأ أخيرا محادثات غير متوقعة بين الحكومتين الأمريكية والأفغانية من جانب وبين طالبان من جانب آخر. وأوردت الصحيفة أنه بينما تبدو الرحابة الجديدة من جانب طالبان كطفرة نحو محادثات السلام , وتقدم أيضا طابعا من القبول من جانب زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر , إلا أن المفاوضات ستكون متصلبة بشكل كبير وأن التاريخ أظهر أنهم أيضا من المرجح أن يختبروا صبر أمريكا. وكان المتحدث باسم حركة طالبان قد أصدر بيانا جاء فيه "أنه في هذه اللحظة بالإضافة إلى تواجدنا القوي داخل البلاد فإننا على استعداد لإنشاء مكتب سياسي خارج البلاد وذلك ليكون من الواضح للدول الأخرى أننا توصلنا إلى اتفاق مع دولة قطر وبعض الأطراف الأخرى ذات الصلة". غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هناك تقارير تثير القلق من أن تلك المفاوضات ليست واقعية وأنها مرفوضة تماما من جانب ما يطلق عليه "الإمارات الإسلامية في أفغانستان". وألمحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن تلك الخطوة يمكن أن تكون كصفعة للعديد من الأمريكيين الذين ينظرون إلى ان فترة عشر سنوات من التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان على أنها فترة كافية لإدارة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من أجل إنجاز العمل الذي بدأته أمريكا, إلا أنه يتوجب على المسئولين الأمريكيين أن يدركوا من الآن فصاعدا أن أي قرار سوف يتخذ مع حركة طالبان لن يكون يسيرا, حيث أن أعضاء حركة طالبان على الرغم من كل ما مضى مدفوعون بالمشاعر الوطنية ولديهم رغبة في إخراج القوات الأجنبية من بلادهم. وأضافت مونيتور أنه بعد أعوام من هجمات الطائرات بدون طيار ودوريات مركبات ال"هامفي" والتي قد جمدت من مواقف بعض الأفغان, كما أن عدم فعالية حكومة كرزاي في فرض سلطاتها والمصالح الحكومية خارج كابول خلفا في أحسن الأحوال ترددا لدى العديد من الأفغان بشأن تلك المفاوضات. وأوضحت الصحيفة أن كل تلك العوامل سوف تجعل من حركة طالبان شريكا صعب المراس في المحادثات, حيث من الممكن أن تواجه حكومتا الولاياتالمتحدةوأفغانستان مطالب غير معقولة من جانب طالبان, كما أنه إذا كان لدى كرزاي شكوك بشأن المحادثات مع طالبان فإنه لن يقدم على إظهارها. وأشارت الصحيفة إلى أن التاريخ يعيد نفسه وأن تلك المفاوضات قد تتسبب في عودة طالبان إلى السلطة مرة أخرى, وأن هذا الأمر ليس من بين الإنجازات التي كان يسعى التحالف إلى تحقيقيها في أفغانستان, وأن الإنجازات التي حققها قد تنهار في أي وقت, مضيفة أن المحادثات تتسم بالخطورة وأن الفشل في المحادثات قد يتسبب في كارثة بالنسبة لملعب السياسي داخل أمريكا في خضم الحملة السياسية الإنتخابية الأمريكية.