أكد البروفوسور أشرف لبيب على الأهمية البالغة للبحوث والدراسات العلمية من أجل مواكبة العالم واستمرار النهوض والتطور والتنمية التي بدأتها عدة دول عربية، ومنها السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، وأشار خلال إشادته ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى ضرورة انخراط المبتعثين السعوديين في مراكز البحوث العلمية والصناعية وعدم الركون فقط إلى الوظائف بعد التخرج، حيث أن التركيز على مجرد العمل أو الوظيفة لا يساعد على استمرار البحث والاكتشاف وتحقيق الفائدة الحقيقة من مشروع مهم كالابتعاث. وتحدث مساعد عميد كلية إدارة الاعمال لقسم البحوث بجامعة بورتسموث البروفوسور أشرف لبيب خلال استظافته في اللقاء الشهري لنادي الطلبة السعوديين في مدينة بورتسموث إلى بعض الطلبة السعوديين والخليجيين، وحثهم على مواصلة إعداد البحوث والأوراق العلمية حيث هي الطريق الوحيد لمواكبة العالم في سباق التطور العلمي والتكنولوجي. وقال لبيب إن أي تطوير لا يواكبه عمل بحثي وعلمي متقن لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يساعد في التغيير والبناء الحقيقي للأمة القوية، وقال إن أعداد المبتعثين الكثيرة التي واكبها سواء في عمله في الجامعة أو من خلال المؤتمرات العلمية يجب أن يكون لها دورا رئيسيا في تشغيل مراكز البحوث والدراسات ومواصلة البحث في السعودية لا سيما لطلبة الدراسات العليا وخاصة الدكتوراة، فكلما استمر الطالب بالبحث والدراسة استمرت النتائج الإيجابية من أجل الاكتشاف والتطوير سواء في مجالات علمية كالطب والفيزياء أو هندسية كالصناعة أو حتى إدارية كالتسويق والمال وحتى في تخصصات كالبحوث، فعملية البحث نفسها بحاجة إلى دراسات لتقييما وتطويرها ومعرفة أفضل الطرق لها وهذا ما يعطي الغرب الطاقة الأكاديمية المتجددة وانتقد لبيب الفجوة الشاسعة في التعاون بين الجامعات وشركات القطاع الخاص في الدول العربية، الأمر الذي تسبب في قلة البحوث المقدمة من تلك الجامعات وتدني دورها الحيوي في المجتمع، حيث قال إن شركات مثل أرامكو وسابك ذات المستوى العالمي والعالي يجب أن يكون لديها تعاونا لصيقا بمراكز البحوث والدراسات في الجامعات الحكومية والخاصة، فلا يمكن لمثل هذه الجامعات أن تستمر في دورها التنموي المنتج بدون هذا التعاون. كما انتقد لبيب الجامعات نفسها كونها تعتمد على محاضرين وليس باحثين، حيث أكد على ضرورة الربط بين الترقيات الأكاديمية وبين البحوث المقدمة من أعضاء هيئة التدريس، والتركيز على الجديد وعلى مستوى الجودة والدقة في هذه البحوث، وليس تكرار نفس مواضيع ونتائج البحوث السابقة لأن الهدف من البحث أو الدراسة هو الوصول لنتيجة جديدة أو تطوير منتج سابق. مضيفا بأن أقسام مثل الهندسة والصناعة والأعمال في الجامعات تستطيع أن تقدم الكثير لمجتمعاتها من خلال التركيز على الأبحاث الصناعية والهندسية أو التسويقية مثلا وتقديمها للشركات المحلية أو حتى ترجمتها إلى الإنجليزية لكي يطلع عليها العالم ويتواصل معها في حال لم تجد تعاونا داخليا. فلا سبيل آخر للتواصل مع الدول الصناعية والمتطورة من غير الترجمة إلى الإنجليزية أو أي لغة أخرى . وحث البروفوسور أشرف لبيب القياديين والمدراء في القطاعين الحكومي والخاص على الاهتمام بالإنتاج الجدي والجديد من قبل الموظفين والعاملين لأن الهدف من الوظيفة في سباق التطور العالمي هو الإنتاج والمساعدة في التغيير. وتطرق لبيب خلال اللقاء لثقافة العمل اليابانبة ودروها الرئيس في وصول اليابان لما هي عليه الآن، وقال بعد أن كانت اليابان ترسل طلابها إلى الدول الغربية للدراسة، بدأ الغرب ومنذ عدة سنوات بإرسال الوفود والطلاب للتدريب في اليابان ومحاولة لمواكبتها العلمية والبحثية، حيث تركز الشركات اليابانبة على تطوير المنتج وليس مجرد صناعته أو اكتشافه، فمن مهام العامل أو الموظف الشهرية أن يأتي بأفكار جديدة وتطويرها وليس مجرد العمل فقط.