وسط توقعات قوية بمواجهات ساخنة وتكهنات وتباديل عديدة لسيناريو مجموعة الموت ، تشهد العاصمة الأوكرانية كييف الجمعة 2 ديسمبر 2011 مراسم إجراء قرعة نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) المقرر إقامتها منتصف العام المقبل بالتنظيم المشترك بين بولندا وجارتها أوكرانيا. وفي ظل المستويات الأربعة للمنتخبات المشاركة في النهائيات ووجود أكثر من منتخب كبير في كل من هذه المستويات ، تعددت فرص وسيناريوهات وجود مجموعة واحدة على الأقل مما يطلق عليها لقب "مجموعة الموت". بل والأكثر من ذلك ، قد تسفر القرعة عن مجموعة "الأبطال" إذا وضعت المنتخبات الأربعة الفائزة بآخر أربع بطولات لكأس الأمم الأفريقية في مواجهة مباشرة مع بعضهم البعض في الدور الأول. ويضم المستوى الأول منتخبي بولندا وأوكرانيا ، الدولتين المضيفتين ، وكذلك المنتخبين الأسباني ، حامل اللقب ، والهولندي اللذين وصلا للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. بينما يضم المستوى الثاني منتخبات ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وروسيا ويجمع المستوى الثالث منتخبات كرواتيا واليونان والبرتغال والسويد ويضم المستوى الرابع منتخبات الدنمارك وفرنسا والتشيك وأيرلندا. وإذا أوقعت القرعة منتخبات أسبانيا من المستوى الأول وألمانيا من الثاني والبرتغال من الثالث وفرنسا من الرابع فإنها ستكون مجموعة الموت بلا شك. ولن يختلف الحال كثيرا إذا جاء المنتخب الهولندي في هذه المجموعة بدلا من نظيره الأسباني ووقع أي من المنتخبين الإيطالي والإنجليزي بدلا من المنتخب الألماني. كما قد تسفر القرعة عن مجموعة "الأبطال" والتي تضم منتخبات أسبانيا حامل اللقب واليونان بطل 2004 وفرنسا بطل 2000 وألمانيا بطل 1996 . وتبث فعاليات القرعة مباشرة عبر أكثر من 70 شبكة تلفزيونية إلى 150 دولة في جميع أنحاء العالم. ويتضمن حفل القرعة عرضا للفنون الشعبية الأوكرانية وفقرة للمطربة الأوكرانية سوزانا يامالادينوفا (يامالا). ولم تكن السنوات القليلة الماضية سهلة على الإطلاق بالنسبة لبولندا وأوكرانيا حيث واجه كلا البلدين عقبات عديدة في الاستعدادات الخاصة باستضافة البطولة. وقبل أقل من سبعة شهور على انطلاق فعاليات يورو 2012 ، ما زالت هناك بعض الأمور التي لم تكتمل في إطار هذه استعدادات كل منهما للاستضافة بما يطابق المعايير الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). وبدا في وقت سابق أن اليويفا يشعر بالندم لمنحه حق الاستضافة إلى الدولتين في نيسان/أبريل 2007 بدلا من إيطاليا التي حلت في المركز الثاني بعملية التصويت على حق الاستضافة. وتردد بعض الحديث في وقت سابق أيضا عن إمكانية نقل فعاليات البطولة إلى بلد آخر وكانت ألمانيا هي المرشح الأقوى. وكانت أوكرانيا وبولندا بحاجة إلى بذل جهود كبيرة في مجال تشييد وتحديث الاستادات استعدادا لاستضافة مباريات هذه البطولة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد بطولات كأس العالم مباشرة. وقبل أسابيع قليلة ، أعرب اليويفا عن مخاوفه من المشاكل والفوضى التي قد يواجهها المشجعون بسبب تأخر العمل في استعدادات الطرق الكبيرة والسريعة ومحطات السكك الحديدية والمطارات. ورغم ذلك ، يبدو الآن أن الاستادات ستكون جاهزة في الوقت المحدد كما افتتح المسئولون في أوكرانيا مؤخرا الاستاد الأولمبي الجديد في العاصمة كييف بينما يوشك المسئولون في بولندا على افتتاح الاستاد الوطني في العاصمة البولندية وارسو. وتقام مباريات البطولة في ثماني مدن هي وارسو وروكلاف ودانسك وبوزنان في بولندا وكييف ودونتسك وخاركيف ولفيف في أوكرانيا. ويشرف على مراسم إجراء القرعة جياني إنفانتينو سكرتير عام اليويفا ويعاونه كل من أولجا فريموت مقدمة البرامج بالتلفزيون الأوكراني وبيتر سوبزينسكي مقدم البرامج بالتلفزيون البولندي. ويحضر الحفل مجموعة من أبرز النجوم الذين ظهروا في جميع بطولات كأس الأمم الأوروبية السابقة. كما يشهد حفل القرعة الكشف عن الكرة الرسمية التي ستستخدم في مباريات البطولة قبل بدء سحب القرعة من خلال الكرات الصغيرة التي تحمل بداخلها أوراق عليها أسماء المنتخبات المتأهلة وأخرى تحمل مواقع كل من هذه المنتخبات في المجموعات الأربع. وتقسم المنتخبات ال16 المشاركة في البطولة على أربع مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات حيث تقام المنافسة في كل من هذه المجموعات بنظام دوري من دور واحد ليصعد في نهاية الدور الأول الفريقان صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة إلى دور الثمانية الذي يقام بنظام المواجهات الفاصلة. وطبقا لنظام القرعة ، وضع المنتخب البولندي على رأس المجموعة الأولى على أن يكون أحد طرفي المباراة الافتتاحية التي تشهدها العاصمة البولندية وراسو يوم الجمعة الموافق الثامن من حزيران/يونيو 2012 بينما وضع المنتخب الأوكراني على رأس المجموعة الرابعة ليلعب أولى مبارياته في البطولة بالعاصمة الأوكرانية كييف في الحادي عشر من الشهر نفسه. ويأمل اليويفا أن ينجح أي من المنتخبين صاحبي الأرض أو كليهما في التأهل إلى الأدوار الفاصلة وعدم خروجه مبكرا للحفاظ على الأجواء الجماهيرية التي تساهم بشكل كبير في نجاح البطولة بعدما فقدت البطولة الماضية (يورو 2008) كلا المنتخبين المضيفين سويسرا والنمسا مبكرا لخروجهما صفر اليدين من الدور الأول. ويأمل المنتخب الأسباني بقيادة مديره الفني فيسنتي دل بوسكي في الدفاع عن لقبه بالبطولة ليصبح أول منتخب يفوز باللقب مرتين متتاليتين وأول منتخب يفوز بثلاثة ألقاب متتالية في البطولات الكبيرة حيث يحمل الفريق لقبي يورو 2008 وكأس العالم 2010 . ويدرك دل بوسكي جيدا أن فريقه سيواجه أحد المنتخبات الكبيرة التي يضمها المستوى الثاني وهي إيطاليا وإنجلترا وألمانيا والبرتغال ولكنه قد يتمنى الابتعاد عن مواجهة المنتخب البرتغالي تحديدا. وقال دل بوسكي :"التحدي الذي ينتظر الفريق هو أن نقدم أفضل عروض ونتائج ممكنة لأن مسئوليتنا أصبحت مضاعفة بعد الفوز بكل من البطولة الأوروبية وكأس العالم.. عليك أن تمثل بلادك بشكل جيد وأن تحاول تقديم ما لم يقدمه أحد من قبل وهو الفوز بلقب أوروبا وكأس العالم ثم لقب أوروبا مجددا". وفي المقابل ، يأمل المنتخب الألماني ، الذي تأهل للنهائيات بعد الفوز في جميع المباريات التي خاضها في التصفيات ، إلى الثأر لهزيمته أمام المنتخب الأسباني في نهائي يورو 2008 وفي المربع الذهبي لكأس العالم 2010 . وردا على سؤال بشأن إمكانية وقوعه في مواجهة مبكرة مع أي من المنتخبين الأسباني والهولندي طرفي المباراة النهائية لمونديال 2010 ، قال المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني :"سنتعامل مع القرعة كما تأتي".