دعت منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف المعنية في الصومال والبلدان المجاورة فضلاً عن المجتمع الدولي لتعزيز مساعداتها للشعب الصومالي. وذكرت المنظمة بأن مجمّع اللاجئين في داداب في كينيا، وهو أكبر مخيّم من نوعه في العالم، "يتوافد نحو 1,400 صومالي. وتعاني المخيّمات من اكتظاظ كبير ، إذ شُيّدت لاستقبال 90,000 شخص فيما تأوي حاليا أكثر من 380,000 لاجئ". وقالت المنظمة في تقريرها لشهر سبتمبر 2011 بأن الوافدون الجدد يصلون، وأغلبيّتهم من النساء والأطفال، إلى المخيّمات دون مال أو طعام أو مياه أو مأوى. "وبما أنّ المخيّمات تخطّت قدرة استيعابها القصوى، يضطر عدد كبير منهم إلى الاستقرار في الصحراء المجاورة في ظروف معيشية قاسية ومقلقة للغاية". وأوضح التقرير بأن فريق منظمة أطباء بلا حدود أجرى تقييماً في ضواحي أحد مواقع مخيم داداب، وتبين أن معدلات سوء التغذية مرتفعة للغاية بين الأطفال الوافدين الجدد من الصومال، "يعاني ? 37.7 من الأطفال بين سن ستة أشهر وخمسة أعوام من سوء التغذية الحاد. ويعاني ? 17.5 منهم بشكل شديد وهم عرضة للموت". وأشارت (أطباء بلا حدود) بأن توفير خدمات الرعاية الطبية خارج العاصمة مقديشو ما زال ضعيفاً جداً. ف"إن القيود المفروضة على أنشطة المنظمة في جنوب الصومال ووسطها، مقرونة بالمخاوف الأمنية داخل العاصمة مقديشو، قد ساهمت إلى حد كبير في الحد من توسع أنشطة الطوارئ الطبية التي تقدمها المنظمة". في مقديشو، تكافح الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود للقضاء على تركيبة قاتلة من وباءي الحصبة وسوء التغذية الحاد الذين يحصدان معظم ضحاياهما في صفوف الأطفال. فخلال الأسبوعين الماضيين، أنشأت المنظمة مركزين للتغذية العلاجية تبلغ طاقتهما العلاجية 145 طفلاً. وقد أدخلت المنظمة أكثر من 100 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد مع تعقيدات طبية إلى تلك المراكز التي توفر خدمات رعاية مركزة على مدار الساعة. ومنذ 8 أغسطس/آب، قامت فرق طبية إضافية بتطعيم أكثر من 16.000 طفل ضد داء الحصبة، كما افتتحت المنظمة مركزاً لعلاج الكوليرا، استقبل حتى الآن 22 مريضاً. وقالت أطباء بلا حدود "في مقديشو، كما هو الشأن في باقي مناطق الصومال، ما زال هناك الكثير لنقوم به من أجل توفير المساعدات للسكان الذين يعيشون في ظروف تُعتبر من بين الأسوأ على صعيد العالم". ووصف الدكتور حسين شيخ قاسم في مستشفى مريري التابع للمنظمة الحالة هناك بأنها مأساويّة، "يعجّ المستشفى بالمرضى. البعض منهم مريض وآخرون يبحثون عن حفنة من الطعام. لقد تخطينا قدرة الاستيعاب في قسم سوء التغذية. فهو مليء بالأطفال، لا يستطيع أغلبهم تناول الطعام بمفردهم، لذلك علينا إطعامهم من خلال الأنابيب، لقد مشى بعض هؤلاء مسافات تفوق 600 كلم سيراً على الأقدام من أجل الوصول إلى هنا".