خرج أكثر من مليوني متظاهر ضد الحكومة اليمنية، الجمعة، إلى الساحات في اليمن داعيين القوى الثورية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح وبأي ثمن. ونظمت الاحتجاجات في 16 محافظة من أصل 21 محافظة يتشكل منها اليمن، وهتف المتظاهرون الشباب في صنعاء أن "التصعيد أمر لا بد منه لوضع حد سريع للنظام،" وأن "اليمن سيتبع خطى ليبيا." وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب بيان أصدره اللواء المنشق علي محسن، هدد فيه باستخدام القوة لضمان نجاح الثورة اليمنية، وقال "نحن نعلم أن الثورة سوف تحتاج التدخل العسكري، وسنعمل على تحقيق ذلك."
ونصح محسن، في تسجيل مصور أصدره يوم الثلاثاء الماضي، الرئيس علي عبدالله صالح بأن لا "يتبع خطوات الشيطان،" وأن يتنحى عن السلطة. وتعهد صالح، الذي ما زال حاليا في المملكة العربية السعودية حيث يجري علاجه من حروق أصيب بها في هجوم على القصر الرئاسي في يونيو/حزيران الماضي، بالعودة إلى اليمن لإنهاء فترة ولايته كرئيس للبلاد. ودعت شخصيات معارضة أخرى إلى القيام بعمل عسكري ضد حكومة صالح، وقال حسن زيد، الأمين العام لحزب الحق إن "الثورة اليمنية لن تنتصر إلا إذا تم استخدام القوة العسكرية.. لا يمكن أن تزدهر ثورة حقيقية سلميا." وخوفا من تجدد الاشتباكات، بدأ رجال القبائل المسلحين الموالين لعائلة الأحمر، شيوخ قبيلة حاشد اليمنية القوية، بالدخول إلى العاصمة بأعداد كبيرة. وقال شهود عيان إن ما لا يقل عن 200 مسلح دخلوا صنعاء خلال ال24 ساعة الماضية. وأنشأ رجال القبائل حاجزا بالقرب من مقر شيخ القبلية صادق الأحمر، وسدت جميع الطرق المؤدية إلى حي الحصبة. وقد شنت عائلة الأحمر حربا استمرت 12 يوما ضد الحكومة في يونيو/حزيران، وأسفرت عن أكثر من 200 حالة وفاة. ويوم الخميس، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن قبائل الأحمر قتلت ضابطا كبيرا في الجيش، وقالت إن "الهجمات على المدنيين الأبرياء ليست مقبولة، وسيتم تحميل أسرة الأحمر المسؤولية." من جهته، قال عبدا لقوي القيسي المتحدث باسم مكتب الشيخ صادق الأحمر، إن اثنين من رجال القبيلة قتلا عندما هاجمتهما القوات الحكومية، وأضاف "أن الحكومة تواصل الهجوم على قبائلنا وتصر على تصعيد الموقف في العاصمة صنعاء."