قتل 19 مدنياً أمس في عمليات جديدة للقوات السورية على الرغم من الاحتجاجات الدولية وغداة تقرير في الأممالمتحدة تحدث عن انتهاكات “جسيمة” لحقوق الإنسان. بينما دعا ناشطون على صفحتهم على “فيسبوك” إلى تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة تحت شعار “لن نركع” للقمع. ودعا هؤلاء الناشطون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” إلى التعبئة تحت شعار “لن نركع إلا لله. نفوس اباة لن تركع للطغاة”. وأضافوا أن “كل يوم هو يوم جمعة في رمضان”. وغداة خروج الجيش من حماة، أفاد ناشطون حقوقيون بأن القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح أمس مدينتي سراقب بمحافظة إدلب والقصير بمنطقة حمص. وقتل 11 مدنياً على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح برصاص قوات الأمن السورية في مدينة القصير، حيث اعتقل حوالي مئة شخص بحسب ناشط في حمص. وقال الناشط إن القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير “قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب إلى منطقة البساتين” وأفاد بأن عدد القتلى ارتفع إلى 11 قتيلاً. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور وأحرقت منازل”. كما قتل 5 أشخاص في محافظة إدلب. وفي حمص أيضاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “إطلاق رصاص كثيف سمع حتى الساعة التاسعة صباحاً في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة”. وتحدث عن “حملة اعتقالات أمنية كبيرة ما زالت مستمرة”، موضحاً أن “تعزيزات أمنية شوهدت تتوجه إلى الحي”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب”. وأضاف أنه سمعت أصوات إطلاق الرصاص “بشكل كثيف” في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام. وأكد عبد الرحمن أن “الدبابات انتشرت في وسط المدينة”، حيث بدأت “الأجهزة الأمنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من مئة شخص حتى الآن، بينهم 35 طفلاً”. وتابع أن “قوات الجيش تقوم بتحطيم أبواب المحال التجارية العائدة للناشطين المتوارين بحثاً عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة” التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام. وقالت منظمة ناشطة أخرى هي اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إنها تعرفت إلى تسعة قتلى على الأقل من بينهم امرأة وطفل رضيع سقطوا نتيجة لإطلاق النار العشوائي في القصير. وقال سكان ل”رويترز” عبر الهاتف إن نحو 14 دبابة وعربة مدرعة دخلت سراقب، وهي بلدة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب وتشهد مظاهرات يومية، وإن قوات الأمن ألقت القبض على مئة شخص. وكان الجيش السوري قد أعلن انسحابه من منطقة إدلب أمس. وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس التي كانت في أريحا في إطار زيارة منظمة من قبل السلطات انسحاب القوات من هذه المدينة. وسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول وسط مدينة حماة السورية أمس في زيارة رتبتها وزارة الخارجية التركية وحصلت على إذن لها من الحكومة السورية. ومن المقرر أن يزور الصحفيون الأجانب بلدة دير الزور كذلك قبل عودتهم إلى ديارهم. وبث ناشطون على الإنترنت صوراً لإطلاق نيران أسلحة رشاشة على مئذنة جامع عثمان بن عفان في محافظة دير الزور، ما أدى إلى سقوط المئذنة. وألقى الناشطون باللائمة على الجيش وعناصر قوات الأمن. فيما أظهرت لقطات أخرى ما وصفه الناشطون باحتجاجات ليلية مناهضة للحكومة في العديد من المناطق السورية، منها حمص ومحافظة درعا جنوبي البلاد وأحياء بلدة حرستا قرب دمشق. ونقلت محطة “الجزيرة” الإخبارية عن السكان قولهم إن القوات لم تنسحب من حماة التي تشهد عملية عسكرية مستمرة منذ عشرة أيام. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول إن السفير التركي لدى دمشق زار مدينة حماة وأفاد بأن الدبابات بدأت في مغادرة المدينة. وعادت الدبابات إلى مدينة حماة بعد انتهاء الزيارة، التي رافق عدد من الصحفيين خلالها المبعوث التركي بحسب الناشطين. على صعيد منفصل بث التلفزيون السوري الرسمي “اعترافات” أدلى بها رجل وصف بأنه ينتمي للعناصر الإرهابية في حماة. وقال الرجل إن جماعات مسلحة كانت مشاركة في الهجمات وفي الأعمال التخريبية التي تجري في المدينة.