قال معارضون ليبيون ان هجوما مضادا شرسا شنته القوات الموالية لمعمر القذافي أوقف مكاسبهم على جبهة شرقي طرابلس يوم الخميس. وقال متحدث باسم المعارضة في زليتن على الطريق الساحلي الذي يبعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة ان قوات موالية للقذافي تعززها دبابات حاصرت مقاتلي المعارضة الذين استولوا على بلدة سوق الثلاثاء المجاورة يوم الاربعاء. وقال ان الجنود قصفوا المنازل بقذائف الدبابات مما أدى الى تسويتها بالارض. وأضاف "الكتائب لا تزال ترهب العائلات وتمشط القرى والاحياء وتشيع الفزع في المنطقة كلها." وتكبد المعارضون خسائر بشرية حول مدينة البريقة الساحلية النفطية جنوبي معقلهم في بنغازي وقالوا انهم يحاولون استعادة المدينة بالكامل من قوات القذافي. وكان المعارضون تمكنوا من السيطرة سريعا على اجزاء كثيرة من شرق ليبيا بعد اندلاع انتفاضة في فبراير شباط. وعرض التلفزيون الرسمي ما قال انها صور جديدة من زليتن والبريقة في محاولة على ما يبدو لاظهار ان المدينتين ما زالتا تحت سيطرة طرابلس. وفي زليتان ظهر العشرات من انصار القذافي وهم يرددون شعارات التأييد له. وفي حين تتواصل الحرب لفترة اطول مما كان يتوقع الكثيرون مع احباط القذافي للمساعي الرامية لابعاده عن السلطة تكثفت الجهود الرامية لايجاد حل للازمة في ليبيا. وقالت الصين انها ستتعاون مع الاتحاد الافريقي الذي اقترح خطة ينظر اليها على انها اقل عداء للزعيم الليبي من خارطة طريق غربية تصر على تنحيه. وأبلغ الرئيس الصيني هو جين تاو نظيره الزائر جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا بأن الافارقة أدوا دورا مهما في التحرك نحو ايجاد حل سياسي. وقال الرئيس الصيني "تقدر الصين بشكل كبير هذا (الدور) وهي مستعدة لان تظل على اتصال وثيق وان تنسق عن كثب مع جنوب افريقيا والاتحاد الافريقي بشأن القضية الليبية." وقالت فرنسا يوم الاربعاء ان الزعيم الليبي معمر القذافي يمكنه البقاء في بلاده اذا تخلى عن السلطة الامر الذي يشير الى جهود جديدة لايجاد حل دبلوماسي للحرب المستمرة منذ خمسة اشهر والتي فشلت في الاطاحة بالقذافي. وقالت الولاياتالمتحدة انه يجب على القذافي ان يتخلى عن السلطة لكن مسألة السماح له بالبقاء في ليبيا أمر يقرره الشعب الليبي. ورفضت ليبيا الفكرة قائلة ان رحيل القذافي الذي تولى السلطة قبل 41 عاما غير مطروح للنقاش. وفي حين لم تستخدم الصين حق الاعتراض في مجلس الامن في مارس اذار لاعاقة قرار للمجلس يفوض حلف شمال الاطلسي بشن حملة جوية ضد ليبيا الا انها سرعان ما نددت بالغارات وطالبت بايجاد تسوية بين الحكومة والمعارضين. ولا يستطع مقاتلو المعارضة احراز تقدم سريع ضد القذافي حتى مع دعم حلف شمال الاطلسي. وقال طبيب ان المعارضة فقدت 18 مقاتلا بالاضافة الى نحو 150 مصابا في احدث الاشتباكات حول البريقة وهي مدينة ساحلية في شرق البلاد يتحتم على المعارضة السيطرة عليها حتى يمكنها التقدم نحو العاصمة طرابلس. وقال الطبيب سراحات عطا الله من مستشفى بمدينة اجدابيا التي يسيطر عليها المعارضون في شرق ليبيا يوم الاربعاء "كان يوم أمس كارثة." وقال المعارضون انهم حاصروا البريقة لكنهم ما زالوا يتعرضون للقصف من قوات القذافي. وقال دبلوماسي بالامم المتحدة ان مبعوث المنظمة الدولية عبد الاله الخطيب ربما يتوجه الى ليبيا الاسبوع القادم للشعور بوجود "تقبل اكبر" في طرابلس للتفاعل مع مقترحاته. ولم يذكر الدبلوماسي اي تفاصيل لكنه قال ان الضغوط العسكرية والدبلوماسية تتزايد على القذافي. ويقول بعض المحللين ان القذافي يعاني نقصا في الوقود والطعام وهو ما قد يثير اضطرابات شعبية قبل شهر رمضان الذي يبدأ الاسبوع القادم. وذكرت وكالة الجماهيرية الليبية للانباء ان مسؤولين اجتمعوا يوم الخميس للتأكيد على توفير السلع الغذائية للمستهلكين باسرع ما يمكن قبل بدء شهر رمضان. ونقلت الوكالة عن مدير ميناء طرابلس قوله ان سفن شحن تحمل الشعير والقمح والموز وامدادات طبية اخرى ترسو يوميا في الميناء