حققت المعارضة الليبية مكاسب جديدة على الجبهة الغربية يوم الثلاثاء لتدفع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للتقهقر في سلسلة اشتباكات قربتها من العاصمة طرابلس. وفي وقت متأخر الثلاثاء 14 يونيو 2011 استأنف حلف شمال الاطلسي قصف العاصمة الليبية بضربات أصابت شرق المدينة. وسمع مراسل لرويترز أصوات ثلاثة انفجارات مدوية على الاقل هزت شرق العاصمة الليبية. واضاف أن اعمدة من الدخان تصاعدت في سماء طرابلس. وسمع أزيز طائرات تحلق فوق المدينة. وقال التلفزيون الليبي الحكومي ان عمليات القصف اصابت اهدافا عسكرية ومدنية في الفرناج أحد أكبر احياء العاصمة وعين زارا. وقال انه وقعت اصابات. وفي وقت سابق يوم الثلاثاء سعى المعارضون أيضا الى توسيع تقدمهم في الشرق واضعين نصب أعينهم مدينة البريقة النفطية في محاولة لتعزيز السيطرة على المنطقة مركز الانتفاضة على حكم القذافي الذي بدأ قبل نحو اربعة عقود من الزمن. واجتمع وزراء دفاع حلف الاطلسي في بلجراد لبحث المهمة بعدما اتهم وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بعض الدول الغربية بالتقاعس عن القيام بواجبها. واثار قائد كبير في حلف الاطلسي الشكوك على ما يبدو بشأن موارد الحلف للتدخل في ليبيا في المدى الطويل. وقال الجنرال ستيفان ابريال في مؤتمر الحلف في بلجراد "الازمة الليبية جاءت مفاجئة للجميع هنا. نحن نخوض هذه العملية بجمبع الموارد التي نملكها باذلين ما في وسعنا. واذا استمرت العملية لفترة أطول فان مسألة الموارد ستصبح حاسمة بالتأكيد." وقال مصورون من رويترز ان المعارضة سيطرت على بلدة ككلة على بعد نحو 150 كيلومترا الى الجنوب الغربي من طرابلس - بعد تراجع القوات الحكومية - وتقدمت عدة كيلومترات الى الغرب من معقلها مصراتة صوب مشارف زليتن التي تسيطر عليها الحكومة. واضافوا أن قوات القذافي تراجعت الى مواقع على بعد نحو تسعة كيلومترات من ككلة. وقالوا ان المعارضة تقيم مواقع دفاعية تحسبا لهجوم مضاد. وقال مايك براكين المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي في بروكسل ان قوات المعارضة تتقدم بشكل مطرد في الغرب ومناطق الامازيغ وعلى ما يبدو "تسيطر على الارض من وازن الى جادو والزنتان وبلدة يفرن. "في الشرق ... لم يتقدم طرف بدرجة تذكر ولا يوجد تغير يذكر في حجم النشاط." جاء التقدم نحو ككلة بعد أسابيع من الجمود بين قوات المعارضة والقوات الحكومية رغم تاثر قوات القذافي الافضل تسليحا بهجمات حلف الاطلسي الجوية. وقال معارضون في الغرب ان الهجمات على مصفاة نفط في مصراتة لا تعطل الامدادات كما كان يخشى من قبل. وأسقط حلف الاطلسي منشورات تحذر من ضربات بطائرات هليكوبتر مما دفع المعارضين للانسحاب من مواقع سيطروا عليها في الاونة الاخيرة خارج زليتن. وقال قائد محلي يدعى محمد (31 عاما) لرويترز "تراجعنا بسبب منشورات حلف الاطلسي. أتمنى ان يكون هناك تنسيق بين المقاتلين والحلف. قوات القذافي بعيدة جدا. هل يعقل أن الحلف ليست لديه فكرة عن أننا استولينا على تلك المواقع.." وقال متحدث باسم الحلف انه اسقط بالفعل منشورات تحذر من هجمات محتملة بطائرات الهليكوبتر لكنه قال ان ذلك كان الى الغرب من مصراتة وأقرب الى زليتن. ويقول مقاتلون معارضون من مصراتة ان الحساسيات القبلية تمنعهم من مهاجمة زليتن وانهم ينتظرون بدلا من ذلك ان يهب السكان المحليون. ونقلت صحيفة لندن تايمز عن قائد للمعارضة قوله ان قوات القذافي أخفت صواريخ جراد وذخيرة في مدينة لبدة الكبرى الرومانية التي تعود الى 200 عام قبل الميلاد. ودعت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) كل الاطراف لضمان حماية التراث الليبي. وتحدث الحلف عن مناوشات قرب البريقة واجدابيا لكنه قال ان شرق ليبيا هاديء نسبيا. وقال ان هناك أنباء عن هجوم للمعارضة على الزاوية وهي بلدة ساحلية منتجة للنفط على بعد 30 كيلومترا غربي طرابلس. وقال براكين في المؤتمر الصحفي في بروكسل "تبدو هذه المنطقة نقطة ساخنة للاشتباكات بين مؤيدي القذافي ومعارضيه." لكن أحد سكان الزاوية الذي اكتفى بتعريف نفسه باسم محمد قال لرويترز في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء ان القتال توقف وان أيا من الجانبين لم يتقدم كثيرا عن مواقعه الاصلية. وأعيد فتح الطريق السريع الواقع الى الغرب من طرابلس المؤدي الى تونس. وقال التلفزيون الرسمي الليبي يوم الثلاثاء ان التحالف العسكري الذي يقوده حلف شمال الاطلسي يقصف أهدافا مدنية وعسكرية في بلدة الجفرة في وسط ليبيا لليوم الثاني على التوالي. واضاف ان القصف استهدف منطقة الرواغة في الجفرة. ونفى مسؤول في حلف الاطلسي وقوع اي هجوم على الجفرة لكنه قال ان الحلف هاجم مخزن ذخائر في ودان غير بعيد من المدينة. وقال الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما يوم الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي يسيء استخدام تفويض الاممالمتحدة الذي يهدف لحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي من أجل "تغيير النظام وارتكاب اغتيالات سياسية واحتلال عسكري أجنبي". وفي تصعيد للضغوط على القذافي حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الزعماء الافارقة يوم الاثنين على التخلي عن القذافي. وقطعت ليبيريا علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا يوم الثلاثاء لتكون أحدث البلدان الافريقية التي تنأى بنفسها عن الزعيم الليبي معمر القذافي منذ بدأت انتفاضة شعبية مناهضة له. تأتي الخطوة التي أعلنها مكتب رئيسة البلاد ايلين جونسون سيرليف بعدما استقبلت السنغال الشهر الماضي وفدا لزعماء المعارضة. ونقل عن رئيس موريتانيا الاسبوع الماضي قوله ان رحيل القذافي بات ضروريا. وأبلغ جون بينر رئيس مجلس النواب الامريكي الرئيس باراك أوباما أن الخكومة الامريكية ستنتهك قانون الحرب الصادر عام 1973 الاحد القادم ما لم تتوقف العمليات العسكرية في ليبيا بحلول هذا اليوم أو أن يوافق الكونجرس على مواصلتها. وفي رسالة لاوباما طلب بينر من الرئيس شرح الاسس القانونية لاستمرار العمليات في ليبيا بعد يوم الاحد كما طلب منه ردا بحلول يوم الجمعة. وقال مصدر امني وسكان ان تونس نشرت طائرة من نوع اف-5 وطائرة هليكوبتر للاستطلاع يوم الثلاثاء على الحدود مع ليبيا بعد سقوط صواريخ جراد على منطقة الذهيبة التونسية الحدودية. ولم تتسبب الصواريخ في أضرار مادية أو اصابات بشرية. وقال صحفي من رويترز في قرية الرياينة على بعد 15 كيلومترا الى الشرق من الزنتان في منطقة الجبل الغربي التي تسيطر عليها المعارضة الى الجنوب الغربي من طرابلس ان قوات القذافي تراجعت. وكانت المعارضة تحاول دون طائل على مدى أسابيع السيطرة على الرياينة. وقالت ان اثنين من مقاتليها لقوا حتفهما لكنها أخذت أسرى منهم مقاتلون أجانب. وقال عبد الرحمن المتحدث باسم المعارضة من الزنتان "أسرنا 15 جنديا من الموالين للقذافي ثلاثة منهم ليبيون والاثنا عشر الباقون اما تشاديون أو طوارق."