حالة من القلق والترقب يعيشها عامة اليمنيين هذه الأيام خاصة بعد إعلان علي سالم البيض النائب السابق للرئيس اليمني علي عبد الله صالح انفصال الشمال عن الجنوب فقد هدد القيادي في ما يسمى بالحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي باللجوء إلى إعلان العصيان المدني ضد السلطة، ما لم تعالج قضايا أبناء الجنوب بشكل عام . وقال الخبجي ل (عناوين) : " إن السلطة لازالت تمارس أساليب قاسية ضد المواطنين، وتقتل وتعتقل المحتجين ضد سياساتها، مضيفاً:"لم يعد هناك مجال للمواطنين لتحمل الوضع الذي يعيشونه". وعن الدعوة التي أطلقها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض مساء الخميس 20/5/2009 للجنوبيين وأيضا من هم في السلطة إلى الالتحاق بما سماه (مسيرة التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب، وفك الارتباط بين جنوب وشمال اليمن) قال الخبجي: "البيض هو الرئيس الشرعي منذ عام 94 عندما أعلن فك الارتباط بين الجنوب والشمال"، متحدثا عن "استجابة كبيرة من قبل المواطنين لتلك الدعوة خاصة مع تأزم أوضاعهم". وأضاف:أن دعوة البيض ليست رأيه فقط وإنما رأى أبناء الجنوب ومطالب الحراك الجنوبي. وفيما دعا الخبجي السلطة إلى إطلاق المعتقلين الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين في مدينة عدن قائلا إنهم قرابة 300 معتقل ومعالجة الجرحى، هدد بتصعيد الاحتجاجات السلمية خلال 24 ساعة القادمة ، إذا لم يتم إطلاق سراحهم. وأشار الخبجي إلى تشاور مع قيادة الحراك وقيادة الثورة السلمية التي يرأسها البيض لإقامة فعاليات ومسيرات واعتصامات خلال الأيام القادمة. من جهته أكد سلطان العتواني رئيس اللقاء المشترك المعارض وأمين عام حزب الوحدوي الناصري أن إعلان البيض الانفصال خطر وطالبه بالعودة إلى غيبوبته السياسية . وأوضح العتواني في تصريحات صحافية أن حديث البيض " لا يقل خطورة عن ممارسات السلطة، وسعي كليهما للإضرار بوحدة البلد" على حد قوله . وذكر العتواني أن " البيض فاق بعد خمسة عشر عاماً وعليه العودة إلى غيبوبته، فالوحدة لم يصنعها علي سالم البيض، بل صنعتها تضحيات ونضالات شعبنا في اليمن ". بدوره، قال القيادي الاشتراكي محمد المقالح في تصريحات مماثلة " كان على البيض أن لا يظهر مجددا ، وأن التاريخ يعيد نفسه بصورة مضحكة " .وأكد أن الوحدة خط أحمر لا يجب المساس به . عامة الموطنين اليمنيين يرون أن إعلان البيض لتشطير اليمن جاء في حلة هلوسة وغرر بالبيض مثلما غرر بيه عام 1994م وأعلن الانفصال وراح ضحية ذلك الإعلان . ويرون أن الوحدة اليمنية الآن هي تجري في دم كل يمني ولا أحد يستطيع فصل أبناء الشعب الواحد مهما بلغت قوته مذكرين بحرب صيف 1994م والتي قالوا عنها أن الحزب الاشتراكي أعلن حينها الانفصال بزعامة علي سالم البيض وكان يمتلك قوة وسلاح وصواريخ اسكود فكانت إرادة الشعب أقوى من ذلك تجري . وأوضحوا ل(عناوين) أن لو حصل لا سمح الله انفصال فسيدافعون بأرواحهم ويضحون بأولادهم من أجل الوحدة . إلا أنهم يرون أن هناك مشكلات تتمثل بالفساد والاقتصاد يجب مراعاتها وحلها بالطرق السلمية والحوار الصريح الصادق لإنقاذ اليمن من أزمته الحالية . وكان البيض أعلن في مؤتمر صحافي عقده في النمسا مساء الخميس 20/5/2009 عودته للعمل السياسي في اول ظهور له منذ 15 عاما، وتعهد بالعمل لأجل إنفصال جنوب اليمن عن شماله. ودعا البيض "الجنوبيين" جميعا وأيضا من هم في السلطة إلى الالتحاق بما سماه (مسيرة التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب) و فك الارتباط بين جنوب وشمال اليمن. وبرر البيض حديثه في هذا الظرف بأنه يعود إلى شعوره بالواجب تجاه ما يعرف "بالحراك الجنوبي السلمي”، وقال “إنني أتشرف بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقي كواجب وطني، ملتزما بأن أكون في مقدمة صفوفكم النضالية السلمية نحو التحرير والاستقلال، متخليا عن أية عضوية حزبية باعتبار أن الوطن اكبر من جميع الأحزاب، ومؤكدا لكم أن دوري النضالي سيقتصر على مرحلة التحرير، على أن أقوم بتسليم الراية للأجيال الجنوبيةالشابة، عائدا إلى صفوف الجماهير. يشار إلى أن سلطنة عمان قررت الجمعة 21/5/2009 سحب الجنسية العمانية عن البيض والتي كانت قد منحته له في وقت سابق. واعتبرت الحكومة العمانية بان البيض منذ الآن مواطناً غير عماني ولا يتمتع بأي من حقوق المواطنة العمانية. وأوضحت تلك المصادر العمانية بأن عمان سبق لها ان حذرت البيض من ممارسة أي أنشطة معادية ضد الجمهورية اليمنية وأمنها واستقرارها باعتباره مواطناً يحمل الجنسية العمانية، لكن البيض الذي غادر سلطنة عمان قبل أيام تحت ذريعة إجراء بعض الفحوصات الطبية في النمسا ظل يتمادي في أنشطته المعادية لليمن ووحدته وأمنه واستقراره . وكان البيض قد فر إلى عمان براً أثناء حرب الانفصال في صيف عام 1994م.