قال الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض إنه يسعى إلى فك الارتباط عن صنعاء واستعادة دولة الجنوب التي كان رئيساً لها قبل الوحدة. وأضاف البيض في حديث خاص مع يونايتد برس انترناشونال الثلاثاء إن "علاقات الدولة الجنوبية المنشودة تعتمد على ما يخدم مصلحة شعبها" . وتابع إن "مساعينا لاستعادة دولة الجنوب تقع ضمن مساعي شعبها الذي يناضل لتحرير بلده واستعادة دولته ، ولنا اتصالات مع كثير من الهيئات والشخصيات العربية والدولية بالإضافة إلى اللقاءات التي تقوم بها قيادات الحراك السلمي في الداخل". وأشار البيض إلى أن المراقب والمهتم يلاحظ هذه التحركات والمقابلات مع البعثات الدولية وسفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا والمنظمات الدولية "ولعل الجميع يدرك حقيقة التحول والاهتمام المتزايد بثورة شعب الجنوب التحررية منذ تم إفشال انتخابات التسوية بين الفرق المتصارعة في نظام صنعاء في 21/ فبراير الماضي" . وقال " بعد إفشال الانتخابات في الجنوب في فبراير الماضي انتقلت ثورة شعب الجنوب التحررية (الحراك الجنوبي السلمي) إلى طور أرقى يتمثل بإشراك منظمات المجتمع المدني من خلال إحياء النقابات والمنظمات والمؤسسات الشعبية والشروع العملي بفك ارتباطها عن نظام صنعاء في الجمهورية العربية اليمنية ". وكان البيض وقع اتفاقية الوحدة اليمنية مع نظيره الرئيس السابق على عبدالله صالح في 22 مايو/ أيار 1990 في مدينة عدن، عاصمة الجنوب، لكنه أعلن الانفصال في 21 مايو/ أيار 1994 إثر حرب بين الشمال والجنوب أدت إلى خروج قيادات الحزب الاشتراكي اليمني من المشاركة في سلطة دولة الوحدة. وفي إجابته عن وجود وجهات نظر مختلفة حول قيام دولة في الجنوب بين من يدعون لقيام دولة فدرالية ضمن مظلة الوحدة اليمنية، وبين فك الارتباط التي ينادي بها، قال "هناك وجهات نظر متعددة في طرق الوصول إلى التحرير والاستقلال، وليس هناك تباين في حق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال وفك ارتباطه مع العربية اليمنية ". وأضاف البيض "حتى من يطرحون الفدرالية يرونها طريقا للاستقلال، ونحن نخشى عليهم من الوقوع في الفخ الذي وقعنا فيه عندما ذهبنا بصدق نية إلى إعلان الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية في عام 1990.. ويعرف الجميع نتائج ذلك". وفي رده على سؤال حول ما يتعرض له من حملات من ساسة بينهم وزير الخارجية السابق عبدالله الاصنج الذي يتهمه بامتلاك ثروات كبيرة في أوروبا ودول الخليج قال البيض "هذه التخرصات هي نفسها التي ظل الرئيس السابق(علي عبد الله صالح) ونظامه يرددونها طوال ال 17 عاما الماضية ". وتابع "هي محاولات كذلك للنيل من مواقفنا الثابتة تجاه مطالب ثورة شعب الجنوب التحررية التي التحقنا بها جميعا والتزمنا بمبادئها، وربما جاءت هذه الشطحة من الاصنج ويريدها جواز عبور لانتقاله إلى ضفة أخرى فقط ". وفي ما يتعلق بوجهة نظره إزاء ما يدور من مواجهات بين من يسمون (أنصار الشريعة) والجيش واللجان الشعبية بالجنوب قال البيض "شعب الجنوب شعب مسالم ويمقت الإرهاب والتطرف والغلو، وهو شعب مسلم ولا يوجد فيه طوائف ولا أديان أخرى ".