تعثر اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي لتسهيل خروج الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة وبات على وشك الانهيار , الأحد 1 مايو 2011 , بعدما رفض صالح توقيعه الامر الذي زاد خطر عدم الاستقرار في اليمن ومن شأن اتمام الاتفاق ان يجعل صالح ثالث حاكم تطيح به موجة الانتفاضات الشعبية المطالبة بالديمقراطية في العالم العربي. وكان من المقرر ان يوقع الاتفاق يوم السبت. وقالت المعارضة اليمنية بعد ان غير صالح موقفه في اللحظة الاخيرة انها تدرس تصعيد الضغط على الرئيس كي يتنحى بعد ثلاثة اشهر من احتجاجات الشوارع التي تطالب برحيله. وقال زعيم معارض بارز لرويترز طالبا عدم نشر اسمه نظرا لعدم اتخاذ قرار رسمي "نحن ندرس خيارات التصعيد وننتظر الموقف الامريكي الاوروبي من رفض صالح التوقيع." وانتهى اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم الاحد دون التوصل لاتفاق يضع نهاية للازمة في اليمن او الاعلان عن خطة للتوصل الى اتفاق. وقال بيان اصدره وزراء خارجية دول المجلس ان المجلس "يعبر عن امله في ازالة كافة العوائق التي ما زالت تعرقل الاتفاق النهائي وان الامين العام للمجلس سيتوجه الى صنعاء لهذا الغرض". وتريد الولاياتالمتحدة والسعودية تسوية الازمة في اليمن لتجنب الفوضى التي قد تزيد خطر جناح تنظيم القاعدة في اليمن على المنطقة. لكن المعارضة قالت انها لن تتوجه الى الرياض يوم الاحد للمشاركة في المحادثات لانه ليس هناك اي سبب يدعوها للحضور. وابلغ وسطاء مجلس التعاون الخليجي المعارضة اليمنية يوم السبت بان صالح مستعد لتوقيع الاتفاق بصفته رئيس حزبه وانه رفض التوقيع بصفته رئيسا للجمهورية. وغادر الامين العام للمجلس العاصمة اليمنية صنعاء دون الحصول على توقيع صالح. وقال مصدر بمجلس التعاون الخليجي يوم الاحد ان احتفال التوقيع الرسمي في الرياض أرجئ ولم يذكر ما اذا كان موعد جديد تحدد او متى قد يتحدد مثل هذا الموعد. وقال ثيودور كاراسيك وهو محلل للشؤون الامنية في دبي "هذا أمر يمكن توقعه من صالح. انه يحاول كسب مزيد من الوقت. يحاول تاجيل حدوث ما لا مفر من حدوثه. هذا جزء من شخصيته". واضاف "أعتقد أن الحل التفاوضي يبتعد ببطء وسيتعين ممارسة نوع من الضغوط بدلا من الكلمات." وقالت المعارضة اليمنية انها لا تزال تأمل في ان تنجح دول الخليج في الحصول على توقيع صالح. وكان صالح والمعارضة التي تضم الاسلاميين واليساريين قد وافقا على الاتفاق من حيث المبدأ. وفي وقت متأخر مساء السبت قال محمد باسندوة وهو زعيم معارض من المعتقد انه يحتمل ان يتولى منصب رئيس الوزراء المؤقت ان الامر بات الان في ايدي دول مجلس التعاون واذا تمكنت من اقناع صالح فان الامور ستكون جيدة. وقالت وسائل الاعلام اليمنية الرسمية ان صالح تحدث هاتفيا يوم الاحد مع ملكي كل من السعودية والبحرين وابلغهما بانه ما زال يرحب بالمبادرة الخليجية. ويتضمن الاتفاق المقترح أن يعين صالح رئيسا للوزراء من المعارضة يرأس حكومة انتقالية تحدد موعدا لاجراء انتخابات الرئاسة خلال 60 يوما من استقالة صالح مع منحه هو واسرته ومساعديه الحصانة من الملاحقة القضائية. ويقول المحتجون انهم باقون في الشوارع الى ان يتنحى صالح. كما دعوا الى محاكمته على الفساد ومقتل ما يقدر بنحو 144 محتجا. وفي مزيد من اعمال العنف قال مسؤول محلي ان مسلحين هاجموا بنيران الاسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية مبنى حكوميا في محافظة ابين بجنوب البلاد يوم الاحد مما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود يحرسون الموقع واصابة اربعة اخرين. وحمل المسؤول القاعدة المسؤولية عن الهجوم. وفي محافظة حضرموت الى الشرق قال مسؤول أمني محلي ان ثلاثة جنود قتلوا عندما اطلق مسلحون مجهولون النار على دورية للجيش. وتصاعد العنف في الاونة الاخيرة في جنوب اليمن حيث يقول محللون ان الحكومة التي تحاول احتواء الانفصاليين في الجنوب والمتمردين الشيعة في الشمال تخشى ان يحاول دعاة الانفصال انتهاز ازمة القيادة في اليمن لتجديد مسعاهم للانفصال. ويقول محللون ان الثلاثين يوما التي منحتها المبادرة الخليجية لصالح كي يتنحى تتيح وقتا كافيا لقوى ساخطة من الحرس القديم لاثارة المشاكل في اليمن حيث يملك نصف السكان أسلحة ويتمتع تنظيم القاعدة بوجود قوي في المناطق الجبلية.