أدت مكافحة تجارة المخدرات الى رفع اسعار الكوكايين بنسبة 68 % في الولاياتالمتحدة منذ العام 2007، وبالتالي زيادة ارباح عصابات المخدرات، على ما اظهرت وثيقة مقدمة الى مؤتمر في كانكون في المكسيك. وهذه الوثيقة هي ورقة عمل وضعت بأيدي الوزراء والقادة الامنيين وكبار المسوؤلين من 120 بلدا، الذين يشاركون من الثلاثاء الى الخميس في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين لمكافحة المخدرات، في مدينة كانكون السياحية في المكسيك، في ظل اجراءات امنية مشددة. وتنقل هذه الوثيقة عن المكتب الوطني لمراقبة المخدرات في الولاياتالمتحدة ان قيمة الغرام الواحد من الكوكايين ارتفعت من 97.7 دولارا في يناير 2007 الى 164.9 دولار في الفصل الاخير من العام 2010. ويعد هذا الارتفاع في السعر بالنسبة للمستهلك النهائي في الولاياتالمتحدة مؤشرا على النتائج الايجابية المحققة في مجال مكافحة المخدرات. وفي الوقت نفسه لم يسجل تعاطي المخدرات تراجعا يذكر، في حين يزداد الاقبال على المخدرات في اوروبا وبعض الاسواق الناشئة مثل الارجنيتن والبرازيل، على ما اظهر تقرير للمنظمة الدولية لمراقبة المخدرات. وترى مونيكا سيرانو الخبيرة في جامعة المكسيك ان ارتفاع سعر المخدرات يعكس ازدياد القبضة الامنية على تهريب المخدرات، لكنه يظهر ايضا زيادة في ارباح اعمال التهريب. وتضيف ان "احد مصادر الربحية في تجارة المخدرات يرجع الى السياسية المتبعة في مكافحتها"، معتبرة ان آليات مكافحة المخدرات تحولت الى سبب لارتفاع ارباح المهربين. وقال منظمو مؤتمر كانكون في بيان ان احد اهداف المؤتمر تشكيل "جبهة مشتركة" تتيح "القيام بعمليات عبر العالم ذات اهداف محددة، بفضل تبادل المعلومات وتنسيق الجهود". والهدف من هذه العمليات بالدرجة الاولى ضرب القدرة المالية والتشغيلية للمهربين. لكن بعض الخبراء يرون ان الجريمة المنظمة تزداد قوة مع كل ضربة لها. ويقول ادموندو هرنانديز الباحث في مركز العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ان "المفارقة تكمن في أن ايرادات كرتلات المخدرات وصلت ربما الى مستوى لم تبلغه من قبل". فارتفاع الاسعار يعوض عن الخسائر التي تتكبدها عصابات المخدرات جراء ضبط شحنات تابعة لها، او جراء صراعها القاسي مع السلطات، على ما يؤكد هرنانديز. ويرئس وزير الامن العام المكسيكي خينارو غارسيا لونا ومديرة الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات ميشيل ليونهارت مؤتمر كانكون، ومعظم جلساته مغلقة.