يطلق الأمريكان الأفارقة على كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة لقب"أوريو" نسبة إلى البسكوتة السوداء المحشوة بالكريما البيضاء للدلالة على بياض قلبها ومشاعرها! ولعل هذا اللقب أخف وطأة من الجزع الذي أصاب بعض الأفارقة السود, عندما شاهدوا الرجل الأبيض لأول مرة, فصرخوا متعجبين من انه سلخ جلده!! فان كان الغربي قد حاز بياض المظهر, فهؤلاء حازوا بياض المخبر! ومنهم ثلة من السودانيين الذين هضم بياضهم التاريخ! فالشاعر الهادي آدم من السودان, له ديوان شعري, صادف أن أم كلثوم أرادت أن تغنى لشاعر سوداني, فبحثت في سبعة دواوين شعرية لسبعة من الشعراء, إلى ان وقع اختيارها على هذه القصيدة "أغداً ألقاك"!! فطلبته إلى مصر ومكث معها جلسات عدة إلى أن أعاد صياغة ملاحظاتها, فخرجت القصيدة "البيضاء". أغدا ألقاك .. يا خوف فؤادي من غدي يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا كنت أستدنيه ولكن هبته لما أهابا وأهلت فرحة القرب به حين استجابا هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا. ومن الشعر إلى الرواية, يأتي الطيب صالح ليؤلف كتاباً عن صديقه بعنوان "منسي .. إنسان نادر على طريقته" وأجزم أنك لن تجد بالعبارات مداداً من حبر, بل حديثاً يملؤه العرفان والود! أما في تأييد الدين الإسلامي, فقد كان "ساتي ماجد محمد"، شيخ الإسلام بالولايات المتحدة بأمريكا الشمالية، أقام فيها سبعة وعشرين عاماً، يدعو الناس فيها إلى الدين الإسلامي، حتى حارب "مدعي النبوة " الذي ظهر بشيكاغو وهو أحد ثلاثة سودانيين عرفهم "مالكوم إكس" أشهر المناضلين السود فى أمريكا, ويختلف موقف السودانيين في بريطانيا من التأييد إلى الرفض, فقد حكي تشرشل, في كتابه "حرب النهر" متحدثاً عن الاحتلال البريطاني للسودان, عندما ثار أربعون ألف مقاتل مع المهدي ضد تشرشل بشراسة, متعجبا بقوله "هؤلاء البسطاء الغلابة الذين يعيشون شبه عراة وقوتهم لا يخرج عن كونه بعض الحبوب الجافة", وقد سمعت أحد الأفارقة يتحدث عن هذه الحقبة، بألم قائلاً: استعبدت بريطانيا الآلاف من الأفارقة في حقولها لزراعة الفول السوداني, من أجل أن يأكل الإنجليز شطائر الخبز المدهونة بزبدة الفول السوداني مع شاي الخامسة!!