روى مراسل شبكة (سي إن إن) في العاصمة الليبية طرابلس الأحد 27 مارس / آذار 2011 تفاصيل حادثة مفجعة وقعت أمام عينيه في الفندق الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب، حيث دخلت امرأة بسرعة كبيرة إلى البهو، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادونها إلى الخارج بالقوة. وقال مراسل (سي إن إن) إن الرضوض والخدوش كانت تعلو وجه المرأة بوضوح، كما غطت الخدوش قدميها، أما مظهرها الخارجي وملابسها فتدل على أنها في منتصف العمر تقريبا، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة. وقالت المرأة إن وحدة عسكرية تابعة للقذافي أوقفتها في منطقة شرقي طرابلس، واحتجزتها رغماً عنها لمدة يومين، تعرضت خلالهما للاغتصاب المتكرر من قبل 15 رجلاً. وأضافت أن الذين أوقوفها قيّدوا يديها وقدميها، ورغم أن (سي إن إن) لا يمكنها تأكيد صحة الرواية، غير أن آثار الحروق الناتجة عن احتكاك القيود بالجلد كانت واضحة على أطرافها. ولفت المراسل إلى أن الموظفين الحكوميين الليبيين المكلفين مرافقة الصحفيين الأجانب سارعوا إلى محاولة اعتقال المرأة التي بدأت تصرخ وتقاومهم قائلة إنها تريد من الصحفيين رؤية "وحشية نظام القذافي" بأنفسهم. وقام أحد عمال الفندق بسحب سكين بوجه المرأة، وصرخ قائلاً "خائنة،" بينما قام موظف يفترض أنه يرافق الصحفيين بسحب مسدسه، في حين هاجم موظفون آخرون الصحفيين الأجانب ودفعوهم إلى الأرض، محاولين سلب أجهزتهم، وقد قاموا بمصادرة كاميرا (سي إن إن) وحطموها. ومن ثم، عمد الموظفون إلى وضع كيس بلاستيك على رأس المرأة وسحبوها خارج بهو الفندق، وقالوا للجميع إنها مجنونة ويجب أن تؤخذ إلى المستشفى للعلاج، بينما واصلت هي الصراخ قائلة إنهم سيأخذونها إلى السجن. وختم المراسل بالقول إن ما شاهده يظهر حجم القصص المريعة التي قد تطل بوجهها من ليبيا تحت نظام القذافي، فالمرأة التي حاولت عرض ما جرى لها واجهت رداً عنيفاً لم يوفر حتى الصحفيين الذين رغبوا بنقل قصتها.