أكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مصر تتغير" الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية أن الثورة لم تستكمل أهدافها وعليها "الاستمرار حتى يسقط باقي رموز النظام". وافتتح المؤتمر، الذي يشارك فيه عشرات المثقفين المصريين مساء الإثنين 28 فبراير / شباط 2011، بوقفة حداد لمدة دقيقة على شهداء الثورة. وأكد بعدها مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين أن "الشباب فجّروا ثورة لم يشهدها التاريخ من قبل وأثبتوا إمكانية الانتصار بالتظاهر السلمي مع حماية منجزات الوطن". واعتبر سراج الدين أن "الشباب قادرون على تولي المناصب القيادية في الفترة المقبلة مع إمكانية الاستعانة بخبرات المثقفين والمفكرين. ودور المثقفين في المرحلة المقبلة يجب أن يكون في مساندة الشباب". وأكد أحد مؤسسي حركة "كفاية" أحمد بهاء الدين شعبان في كلمته أن "الثورة المصرية غير مكتملة، فبعد سقوط رأس النظام يجب إسقاط بعض الرموز المرتبطة به". وأوضح أن ثقته "بالشباب لا حدود لها وهم قادرون على إتمام التغيير المطلوب في المرحلة المقبلة مع ضرورة الحذر من الانزلاق في تيار تصفية الحسابات في هذه المرحلة مع عدم تجاهل المفسدين أو التسامع مع المجرمين وأن تتم ملاحقتهم ومحاسبتهم قانونيا". ورأى شعبان أن "الفترة الانتقالية التي تعيشها مصر الآن لا يمكن بالضرورة أن تحقق حياة ديمقراطية حقيقية، ولذلك يجب استغلال هذا الوقت لبلورة حركات جديدة وبناء الأحزاب حتى لا يتم الاعتماد على بناء ديمقراطي متعجل، خصوصا أن مصر لديها فرصة تاريخية في إمكانية ان تبدأ تجربة تعددية دون إقصاء أو عزل لأي طرف". ودعا عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين خالد داود إلى "صياغة دستور يتخلأص من مساوئ النظام القديم الذي همّش بعض السلطات، خصوصا القضائية والتشريعية وان يكون الدستور مدنيا بالكامل وعلى التيار الاسلامي ان يتعامل مع الواقع الجديد بانفتاح وشفافية وقبول الآخر والتخلص من الجمود الأيديولوجي وعدم السعي للهيمنة على الواقع السياسي". وحذر من "الجهات التي تحاول سرقة الثورة وإجهاضها، خصوصا أن مصر مؤهلة الآن لصُنع شرق وسط جديد". وشدد داود على ضرورة "تفكيك جهاز الأمن وإعادة صياغة ثقافته لتكون الشرطة فعلا في خدمة الشعب، وليس حماية النظام، إلى جانب ضرورة تغيير الوزارة الحالية لأنها لا تصلح لقيادة المرحلة الانتقالية كونها امتداداً للنظام السابق". من جهته أكد رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث الأمنية اللواء سامح سيف اليزل "أهمية وجود جهاز شرطي في مصر رغم فقدان الثقة بين الشعب والشرطة. ويجب أن تعود الشرطة لعملها لكن بشكل جديد وأسلوب تعامل مختلف مع المواطنين مع تقليل عدد أفراد الأمن المركزي الذي يصل إلى مليون و200 ألف فرد". وشدد على "ضرورة اقتصار دور مباحث أمن الدولة على الحصول على المعلومات لتأمين الوطن فقط، وأعتقد أن هناك تغيرات جذرية ستحصل في جهاز مباحث أمن الدولة قريبا". وأوضح اليزل أن "ثورة 25 يناير ثورة تغيير ثوري عن طريق قيام مجموعة طوعية باتخاذ قرار استراتيجي لتغيير النظام عبر تغيرات ثورية هي الأفضل تاريخيا على صعيد تاريخ العالم". واعتبر اليزل أن "الجيش كان شريكا في الثورة وليس مراقبا حيث إن تدخله ساعد على تقليل نسبة الضحايا بشكل كبير ودوره لن يتعدى المرحلة الانتقالية". وطالب الصحافي أحمد الجمال "بضرورة الالتفات للعوامل الاقليمية والدولية المحيطة بمصر وبحث المدى الذي وصل إليه الاختراق الإسرائيلي للشؤون المصرية في ظل حكم النظام السابق وفي ضوء التصريحات الإسرائيلية الداعمة له". وأعاد الجمال التأكيد على "أهمية وضع ضوابط للمرحلة الانتقالية وتطهير القوى والأحزاب السياسية القائمة وبناء وجدان اجتماعي له أبعاد ثقافية وفكرية وضوابط لخدمة الوطن، إلى جانب ضرورة إحياء ذكرى العشرات من المصريين الذين كافحوا من أجل الديمقراطية".