أكدت استشارية الطب النفسي الدكتورة هناء المطلق, ازدياد حالات التحرش الجنسي في السنوات الأخيرة, معزية ذلك إلى متابعة الأفلام الإباحية التي تستثير من يتابعها لممارسة الجنس مع أي شخص يراه أمامه. وأوضحت المطلق أن التحرش الجنسي هو درجات متفاوتة, فهناك التحرش باللمسة والنظرة, وهناك التحرش بالكلام الذي يتجاوز حد الإعجاب, مؤكدة ل (عناوين) أن معظم الناس قد تعرضوا للتحرش الجنسي باختلاف أنواعه ودرجاته ومسمياته, وأنه من الخطأ أن نحصر التحرش الجنسي بممارسة العملية الجنسية. وترى الدكتورة المطلق أن الأطفال هم أكثر من يتعرضون لحالات التحرش الجنسي, وهم في الغالب لا يبلغون أحدا عما تعرضوا له, إما جهلا أو خوفا, وخاصة أن من تحرشوا بهم يتبعون معهم وسائل الإغراء المتعددة, فهناك من يغري بالشوكولاته والحلويات, وآخرون يغرون بتعليم السواقة أو مبلغ من المال, مشيرة إلى كثرة تحرش العمالة بالأطفال وخاصة في المراكز التجارية والسوبر ماركت حين يرسل الأهل أطفالهم لشراء بعض الحاجيات, وأن كثيرا من الأطفال لا يخبرون الأهل ولا تكتشف الحالة إلا بشكل عرضي, خاصة وأن الطفل بعد هذه الحادثة يميل إلى الوحدة ويرفض الذهاب إلى المدرسة, وأضافت الدكتورة المطلق أن أغلب من يتحرشون بالأطفال هم ممن قد تعرضوا للتحرش الجنسي مسبقا, والذي قد يسبب مشكلات نفسية. وعن تحرش المحارم قالت المطلق: إن هذا النوع من التحرش في ازدياد في الآونة الأخيرة, وهو أخطر من تحرش الغريب, فهناك من الأطفال من لا يبوح لوالديه بتعرضه للتحرش من قبل خاله, على سبيل المثال, كي لا يحرمانه من زيارة بيت خاله واللعب مع الأطفال, وهو أشد أنواع التحرش أثرا في الطفل, حيث يفتقد القيم الأساسية ويشعر بعدم الأمان وهو ما يؤثر فيه مستقبلا بشكل أو بآخر. وأضافت المطلق ل (عناوين): أن الأم هي أقدر من الأب على التعامل مع طفله حين تعرضه للتحرش الجنسي, حيث أن الرجل كثيرا ما ينفعل حين يعلم بتعرض ابنه للتحرش الجنسي, وخاصة من قبل المحارم, وتأخذه الغيرة التي قد تصل إلى حد القتل ممن تحرش بابنه, لذلك كثير من النساء يخفين عن أزواجهن حوادث التحرش الجنسي بأطفالهم ضمانا لخصوصية الحادثة.