يبدو أن الأحداث المتوالية في العالم العربي أصابت الحكام الاستبداديين في العالم بأسره، بحالة من الرعب والهلع من احتمال مواجهة ثورات شعبية تطيح بهم من مناصبهم, فقد كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية النقاب عن قيام السلطات الأمنية في زيمبابوي باعتقال عشرات المواطنين من الطلاب وأعضاء الاتحادات العمالية والنشطاء السياسيين، ليس لأنهم خططوا للتظاهر ضد النظام الحاكم، ولكن لأنهم كانوا يشاهدون تغطية قناتي (الجزيرة) الفضائية القطرية و(بي بي سي) البريطانية للثورتين المصرية والتونسية. وقالت الصحيفة إن السلطات في زيمبابوي ألقت القبض على عشرات المتابعين للتغطية الإخبارية لأنباء الإطاحة بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، بتهمة التآمر من أجل الإطاحة برئيس زيمبابوي روبرت موجابي. وأشارت إلى أن موجابي البالغ من العمر 87 عاما، حكم البلاد منذ عام 1980 إلى 2009، قبل أن تجبره المعارضة على اتفاق لتقاسم السلطة مع خصمه السياسي مورجان تسفانجياري. ونقلت الصحيفة عن أحد النشطاء السياسيين في زيمبابوي قوله إن تلك الاعتقالات تمثل رسالة بأنه سيتم إلقاء القبض عليك وتوجيه اتهامات مزيفة، وإجراء محاكمة صورية، لكل من تسول له نفسه القيام بمثل تلك الثورات.