استنكر معلّقون سعوديون ما جاء في خطبة الجمعة التي ألقاها مفتي عام المملكة عبد العزيز آل الشيخ ووصف فيها المظاهرات بأنها تثار بمخططات إجرامية كاذبة لا هدف لها إلا ضرب الأمة والقضاء على دينها. وانتقد مشاركون في موقع (الوطن أون لاين) التابع لصحفية الوطن السعودية التي نقلت الخبر آراء المفتي واصفينها بغير الواقعية، مستهجنين في ذات الوقت تدخله في شؤون الغير، الأمر الذي يتعارض مع سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الأخرى. وقال معلّقون إن في مصر علماء أزهريون يمكنهم تقدير الظرف الراهن لبلادهم والفتيا بما فيه مصلحتهم، إذ أنهم يعدون من علماء الثغور، كما أكدت عدة تعليقات بأن العلماء الدينيين هم في أوائل من يقف في مظاهرات مصر، محددين حركات إسلامية وشخصيات دينية قادت الحشود في القاهرة والاسكندرية. وتخوف بعض المعلّقين أن تؤثر آراء آل الشيخ على التعامل مع أكثر من 800 ألأف مواطن سعودي يعيشون على أرض مصر، موضحين أن تحجّج المفتي بأن المظاهرات تقضي على دين الأمة غير صحيح، حيث أتيحت المزيد من الحريات في الصلاة وارتداء الحجاب في تونس بعد رحيل الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان يمارس سياسة تجفيف المنابع الإسلامية والتضييق على المصلين ومنع ارتداء الحجاب، إضافة إلى الظلم الذي كان يمارس عبر ترهيب وتفقير الشعب التونسي، مشيرين أن الوضع في مصر غير بعيد عما هو عليه في تونس. واستغرب معلقون قول المفتي العام بأن ضياع الدين مرتبط بالمظاهرات، حيث أشاروا بأن مشهد المتظاهرين وهم يصلون في ميدان التحرير بالملايين كان مهيباً، خصوصاً مع المشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام لقوات البلطجة الحكومية المصرية وهي تفرق المصلين الساجدين بخراطيم المياه، وفي هذا دلالة على أن ضياع الدين مرتبط باستمرار قيام مثل هذه الأنظمة، وأن الحفاظ على الدين في زوالها.وقال معلّقون إن التظاهر ضد الظلم والفقر والفساد حق انساني يهدف إلى إقامة دولة عادلة كما أمر الله، وأن السكوت على ظلم الحاكم ليس من سمات الشخصية المسلمة التي تصدع بالنهي عن المنكر باليد واللسان، معترضين في ذات السياق على ربط المفتي المظاهرات بكونها سبباً في انعدام الأمن والتخويف من الانفلات الأمني، مشيرين إلى أن ما يؤدي إلى انفلات الأمن إنما هو الفساد والفقر والظلم. وقالت القارئة دينا : "أعتذاراتي الخجلى لشعب ميدان التحرير"، في حين علق القارئ عمر الزهراني بقوله: "تخيلت أحد الإخوة الأشقاء المصريين يقرأ هذه الخطبة فشعرت بالخجل حقيقة , للأسف يبدو أن مقولة البعض التي كنّا نرفضها وهي أن المفتي يجهل الواقع ويفتي بناء على مايرده من معطيات بدون التثبت والتحقق من أهل الشأن باتت حقيقة مرة , سماحة الشيخ دع نازلة الفتيا لمن حلّت بهم , فذلك من توقير العلماء فيما بينهم فقد كانوا لايفنون في نازلة لم تنزل بهم ويقولون أهل الثغور أدرى". وقال اسامة الغامدي في تعليقه إن الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي كان يأمر الناس بأنهم لا يصلون في الأسواق والشوارع أو حتى المساجد ويأمر بعدم لبس الحجاب للسيدات والفتيات ويمنع الحج على شعبه فهل يطيع الشعب مثل هذا الحاكم؟، مؤيداً رأيه المعلق الحربي الثاني الذي قال بأن المظاهرات في تونس خير للبلاد والعباد فقد أزالت طاغيه منع الصلاة وبعد رحيله عادت الناس للمساجد وأهل مكة أدرى بشعابها. وقال معلق رمز لاسمه بتعيش مصر حرة أبيه : "ليكن في علمك يا شيخ وليقرأ المتابعون أن نظام الحزب الوطني بقيادة مبارك يمد اسرائيل ب 40 % من الغاز الطبيعي اللذي تستهلكه بدون أن أتكلم عن إغلاق معبر رفح أمام المساعدات يوم حرب غزة .. وغير ذلك الكثير .. هؤلاء الحكام من أسباب صعف الأمة الإسلامية وأنت أعلم". أما القارئة حرة فقد قالت: "احزنني كلامك جدا جدا يافضيلة الشيخ .. اين انت من الظلم الواقع على شعب مصر منذ 30 عاما .. بفتواك وكلامك هذا تبرر للحكام استبدادهم وظلمهم وسرقاتهم .. هل تعلم ان حسني مبارك مثلا في ثروته مليارات الدولارات من اين له هذا يافضيله الشيخ اتاخذون ببعض الكتاب وتتركون بعض؟؟". وقال القارئ الصيعري : "استغرب منك ياشيخنا هذا التصريح وكاني ارى انك لاترى الظلم الواقع على حال الامه الاسلاميه العربيه خطابنا هو خطاب عربي معتدل لاتطرف ولا غلو اعطاء الحريات في حدود العقيده اطلاق حق النقد اطلاق سراح المساجين القضاء على الفساد الاداري والمادي شيخنا عفوا نحن لسنا مع رايك البته فهو ليس بقرآن منزل نحفظ علمك ونجله الا اننا لن ننساق وراء كل راي مهما كان فالتظاهر ضد الفقر الفساد فمللنا مثل هذه الوصايات دعوا الشعوب تقرر مصيرها بنفسها وقال أحد المعلقين: "الشيخ الفاضل لا يعيش في زماننا"، في حين علق سامح حسنين : "فيه مثل مصري يقول"اللي ايدوا في الميه .. مش زي اللي ايدوا في النار" ..هذا المثل ينطبق على المفتي الله يهديه". وعلق القارئ الذي رمز لاسمه ب 25 يناير بقوله: "ده كلام يافضيلة الشيخ لاخوانك الشاكين من الظلم"؟، وانتقد وليد الحربي رأي المفتي قائلاً: "شي طبيعي ياشيخ بتقول المظاهرات حرام وسبب تفكك الأمة وحذرت منها أشد التحذير لكن ياشيخ ليه ماتتكلم عن البطاله والفقر ومشاكل الإسكان والفساد الإداري والمالي المنتشر؟؟" وقال معلق عربي: "خطب عمر رضي الله عنه في جموع المسلمين قائلاً : مارأيكم إذا ملت برأسي الى الدنيا هكذا وأمال رأسه فقام أحدهم فاستل سيفه وقال نقومه هكذا وكأنه يقطعه . فقال عمر الحمد لله الذي أوجد في أمتي من لو طغيت قومن .يافضيلة الشيخ كنا آملين منك سماع شيء آخر غير الذي جاء بالخطبة"، وقال المعلق الشريف القرطبي : "أرجو أن تظل فتواك داخل الحدود الجغرافية للمملكة لان المصريين عندهم الأزهر وشيوخة من الف عام". أمّا المعلق الذي سمى نفسه فضيلة الشيخ أبو مصعب الجهلاوي فقد علّق ساخراً: "صدقت ياشيخ ، فأعداء الاسلام ادخلوا الينا مفاهيم غريبة على المسلمين بهدف تفكيك الامة الاسلامية ،كالمظاهرات التي تطالب بحقوق المظلومين، وحقوق الانسان ، وحقوق المرأة ، وحقوق الضعفاء والمساكين والمقهورين، وادانة الفساد والمفسدين ، وادانة العنصرية وتجريمها وسن القوانين الوضعية التي تحارب الفساد بجميع اشكاله، فأنظر رعاك الله الى ما وصلوا اليه من نكسة وتراجع وتقهقر إلى الخلف مئات السنين وانظر الى ما وصلنا اليه نحن المسلمين من رقي حضاري وانساني". وقال سطام الحربي : "الفقر والبطاله والفساد والظلم هل هي مؤامره خارجيه ؟ لا ياسماحة المفتي , فالدول العربية جاهلة في ميادين صناعة الالات والتقنية لكنها متقدمة كثيراً في صناعة الظلم وسرقة المال العام !".