قال الرئيس علي عبد الله صالح إنه سيطلب "من الشعب اليمني العفو إن كنت قد أخطأت أو قصّرت في واجبي، لأنه لا يجوز الكمال إلا الله، فما عملناه هذا واجبنا .. وما أنجزناه موجود وكان باستطاعتنا". وفيما كانت قوات الأمن تعمل على تفريق مسيرات تطالبه لأول مرة بالرحيل عن السلطة التي وصل إليها قبل 33عاماً وترفض التوريث, كان الرئيس صالح يتحدث في المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن, يوم الأحد 23 يناير2011, بلغة مختلفة عمّا سبق. وأكد الرئيس صالح أنه "مع التغيير وضد التوريث، وهذه أسطوانة وقحة، بل قمة الوقاحة القول إنه عندنا توريث، ونحن نظام جمهوري ديمقراطي ضد التوريث، لا في القرية ولا في القبيلة ولا في المشيخة ولا في السلطة ولا في الوحدة ولا في الوزارة، نحن ضد التوريث". وحذر صالح من الفوضى الخلاقة التي يدعو إليها زعيم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة, وقال انه يثق بأن المعارضة ستعلق على خطابه في مؤتمر القادة هذا, وأضاف "مؤتمر القادة رسالة, نعم.. وجهت رسالة للشعب إن هذه المؤسسة الوطنية التي تتحمل كامل المسئولية للحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وتناضل من أجل إحداث تنمية كاملة وشاملة". وقال إن ما تريده الحكومة هو "من أجل إنهاء البطالة التي أوجدتها الفوضى الخلاقة، هذا البرنامج لأحزاب اللقاء المشترك تزداد البطالة من أجل أن تكون هناك نقمة على السلطة وبالتالي تتربع على كرسي السلطة". وتساءل الرئيس صالح: "كيف تدمر كل شيء للوصول إلى السلطة؟ بدلا من الوصول إليها من خلال برنامج سوي.. تعال قدّم نفسك كإنسان للبناء أو التغيير". وخاطب المعارضة "تعالوا إلى الشعب فهو الحكم وليس إلى الفوضى وتكسير المحال في خور مكسر أو قطع الطريق في الحبيلين وفي أبين أو في أي مكان، ومع ذلك يقولون: نحن نريد أن نمسك الشارع، فهل بهذه الطريقة، بقتل النفس المحرمة ونهب الممتلكات، نجاريهم لمسك الشارع يعني نروح مع الفوضى.. مع قتل النفس المحرّمة، مع إشاعة ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد". ودعا صالح المعارضة اليمنية في الخارج إلى العودة لبلادهم, وقال "فليأتوا من الخارج للحوار ولهم الأمان وتتعهد هذه المؤسسة أنهم سيكونون في أمان وفي رعاية هذه المؤسسة الوطنية، ندعوهم للحوار من خلال برامج.. ونقول لهم تعالوا نتحاور ونتفاهم ولا نعبث بأمن الوطن ووحدته". وفيما أكد الرئيس صالح رفضه للفوضى الخلاقة التي قال إن المعارضة تريدها من خلال المسيرات والاعتصامات التي تنفذها في مناطق مختلفة من البلاد, أنكر رغبته في التمديد له مدى الحياة. وقال إنه "من السذاجة، بل الوقاحة الاستغلال الرخيص لمشاعر البسطاء من عامة الناس وتصوير التعديلات الدستورية في مجلس النواب بخمس سنوات غير محددة.. صحيح ربما اجتهد بعض أعضاء مجلس النواب وأدخلوا فقرة 5 سنوات غير محددة، لكن البرنامج الرئاسي الذي أنا مسئول عنه حددت فيه الانتخابات الرئاسية بدورتين وغير قابلة للتجديد". ودعا صالح قوى المعارضة "للعودة إلى الحوار ومراجعة حساباتها، لأنه لا بد من الحوار ومن الأفضل أن يكون قبل الفوضى وعلى قاعدة لا ضرر ولأضرار لمصلحة الوطن وليس لتخريبه". وقال "يريدون التربع على كرسي السلطة.. لقد قلنا فترة الرئاسة 5 سنوات لدورتين غير قابلة للتجديد، دعونا نتداول السلطة سلمياً وليس بالفوضى واليمن ليس تونس.. هذا يمن ال 26 من سبتمبر الذي قدّم قوافل من الشهداء لن يكون تونس الذي لا يدخل المسجد إلا بالبطاقة الشخصية يعرف بنفسه إنه مسلم".