استقبل مؤيدون مبتهجون الزعيم المعارض التونسي منصف المرزوقي لدى عودته الى الوطن، الثلاثاء 18 يناير 2011، في تناقض مثير مع زيارته السابقة حين كانت الشرطة السرية تطارده. وكان المرزوقي - زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية - من أول شخصيات المعارضة المقيمة في المنفى، التي عادت الى الوطن بعد موجة الاضطرابات التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الذي حكم تونس لاكثر من 23 عاما. وردد حشد من نحو 200 شخص من أنصار المرزوقي الاغاني والهتافات حين ظهر في منطقة الوصول في مطار تونسقرطاج بعد ان عاد من باريس. وكانت أول كلمات يقولها للحشد "الثورة يجب ان تستمر". وقامت بعض السيدات بتقبيله في حين قدم له مجموعة من أنصاره الرجال علم تونس ورفعوه على أكتافهم. وقال المرزوقي "اليوم هو يوم انتصار عظيم لانه أصبح بامكاني ان اكون في بلد حر". وأضاف انه ينتابه احساس بافتخار وطني وفرح عظيم ان يرى "المافيا الكبيرة" التي حكمت هذا البلد وكان يدعمها أشخاص معينون يفرون من البلاد، في حين أصبح بامكانه هو الذي اضطر الى الفرار وكان هاربا ان يلقى ترحيبا من شعبه. وقال ان أول شيء سيفعله هو السفر الى بلدة سيدي بوزيد التي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب غربي العاصمة تونس لزيارة قبر محمد بوعزيزي. وبوعزيزي شاب عاطل عن العمل أشعل النار في نفسه وتوفي في وقت لاحق في احتجاج على معاملة السلطات له وهو حدث أطلق موجة الاحتجاجات التي أجبرت بن علي على مغادرة البلاد. والمرزوقي مثل معظم خصوم بن علي الاخرين معروف لدى مجموعة صغيرة من المثقفين والمؤيدين لانه على مدى سنوات عديدة كان يحظر على وسائل الاعلام التونسية عمل أي تغطية صحفية لهم ولم يسمح لهم بعقد تجمعات علنية. وقال ل (رويترز) في باريس يوم الاثنين انه يفكر في خوض أي انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار بديل لابن علي. وكان المرزوقي فر من تونس في التسعينات. وعاد منذ ثلاث سنوات لكنه غادر البلاد مرة اخرى بعد شهرين قائلا انه لا يمكنه ان يعمل بسبب مضايقات السلطات. وأثناء تلك الفترة حاصر مئات من افراد الشرطة بملابس مدنية منزله ومكتبه طول الوقت وتعقبوه الى الاجتماعات. وقرر العودة بعد قليل من تعهد رئيس الوزراء محمد الغنوشي باجراء انتخابات جديدة واستعادة الديمقراطية ورفع القيود على الاحزاب السياسية. لكن العودة المظفرة للمرزوقي شابها اعتقاد بين مؤيدي المعارضة بأن التغييرات لم تذهب الى مدى كاف. وكان الغنوشي نفسه جزءا من ادارة ابن علي مثل كثير من الوزراء في الحكومة الجديدة. وفي قلب تونس العاصمة الثلاثاء استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق بضع مئات من المحتجين، الذين كانوا يطالبون بأن يتخلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يتزعمه ابن علي عن السلطة. وحمل مؤيدو المرزوقي الذين كانوا في استقباله في المطار لافتات كتب عليها "تونس حرة" واخرى تطالب بخروج الحزب الذي كان يتزعمه بن علي من السلطة.